الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظلم الوالد لا يسوغ عقوقه

السؤال

أنا فتاة عندي عشرين سنة تم عقد قراني على شاب يكبرني بـ 13سنة أرغمني أهلي عليه وحدث خلاف وحاول أهلي إقناعي سواء بالترهيب أو بالترغيب وبعد جلوسي معه اكتشفت أنه شاب متدين وحمدت ربنا بأنه رزقني إياه وأطلب من الله أن يكون عند حسن ظني ويعوضني علي معاملة أهلي السيئة لي. الآن وبعد عقد قراني ومرور فترة وهي 8 أشهر عليه أحلف لكم والله العظيم إن والدي ما يكلمني ومن غير سبب والسبب أنه مطلوب منه أن يجهزني ولأن جهازي سيفرض عليه أنه يقدم بعض التنازلات لأنه ينفق بحذر ويضع في الاعتبار إني المفروض أني أدخل بعد 4 شهور بالضبط ......والدي كرهني من يوم ما خطبت والله ما يكلمني حاولت معه بكذا طريقة يتجاهلني ويقول لي ليس معي فلوس أجهز بالرغم أن دخله جيد أمي وأخي حاولوا معه إلا أنه يرمي أمي بالباطل ويقذفها ويسبها ويسب القرآن والله والرسول ويغلط في المصحف لدرجة أنه كان سيحرقه والعياذ بالله و رمي علينا ابتلاءات واتهمنا بأشياء يعجز اللسان أن يقولها ما ينفق علينا ولولا عمل أمي كنا تحيرنا الآن أنا حاسة أني أنا سأظلم الإنسان الذي ارتبطت به وأن والدي استحالة أن يجهزني وشكلي سيكون غير جيد أنا وأمي وإخوتي أمام عريسي وأهله وعلى الأخص أنه قريبنا لكن من بعيد وعلى كلامه أنه اختار بنت ناس محترمين وأنه داخل علي بينة تكلمت مع والدي كثيرا كان نفسي أوقظ ضميره الذي مات لكنه سخر مني وسب في الدين وفي أمي ويدعو علي دائما بالطلاق لأني طبعا مكتوب كتابي حتى يتخلص من هم جهازي .......أنا أحمد ربنا لأن زوجي يعمل في مكان بعيد عن بلدنا وأنه يكلمني عن طريق التليفون فقط وأن الحمد لله لا أحد يوصل له المشاكل التي كل يوم في بيتنا لدرجة أنها تصل أن بابا يسب أمي في البلكونة وهي ماشية في الشارع رايحة شغلها الصبح عليكم أن تدركوا كم نحن في شقاء بدل ما نصحو الصبح نقول صباح الخير نصحو نجد أبانا يسب أمنا أسأل الله أن يهديه ويرده إلي صوابه . الآن وبعد حكايتي هذه أنا عاقة لأني أدعو لوالدي بالهداية أنا عاقة لأني أحاول أوقظ ضمير والدي مع العلم أنه محافظ علي الصلوات ويقرأ في المصحف عليكم أن تدركوا مدى التناقض من أفعال وأقوال هل أبي سيستجيب ربنا لدعائه علي لأني قلت له ربنا يهديك ويصلح حالك انا لا أعرف ماذا أفعل حتي الناس الذين أتينا بهم لينصفونا ما حكموا بالعدل لأن والدي رمى أمي بالباطل أمامهم ولأنها لم تستطع الدفاع عن نفسها ولا تملك غير حسبي الله ونعم الوكيل نحن عاجزون عن التصرف مع أبي . وفي النهايه أسألكم الإجابه وإرشادي والدعاء لوالدي بالهداية والدعاء لي بأن يعوض الله صبري خيرا. وجزاكم الله عني خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإن أكبر ظلم وأفحش جرم ارتكبه والدك في حق نفسه هو سب الله والرسول والقرآن، فإن ذلك كفر أكبر مخرج من الملة، فيتعين عليه أن يتوب إلى الله من ذلك، ويليه ظلم أهله -ومنهم ابنته- بعدم القيام بما يجب عليه تجاههم.

فينبغي تذكيره وتحذيره من مغبة أفعاله تلك ولا يعد تذكيره ونصحه عقوقا بل إن ذلك من البر به، ويراعى في نصحه وتذكيره اختيار الكلمة الطيبة والأسلوب الحسن مع التوقير له والاحترام، وعدم التعرض لدعوته ، وتراجع الفتوى رقم: 69968.

وفي الجملة فإن للوالد حقا في البر مهما فعل، ولا يجوز عقوقه بحجة عصيانه أو حتى كفره فإن العقوق من كبائر الذنوب.

ونسأل الله أن يصلح حالك، ويعوضك خيرا، وينبغي لك التمسك بهذا الشاب المتدين، فلعل الله أن يجعل فيه العوض عما تعانينه من والدك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني