الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب ورود: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ... الأولى في سورة الأنبياء بدون (من)

السؤال

قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]
وأيضا : وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [الأنبياء : 7]
الذي يفرق الآيتين هو حرف الجر ""من "" في من قبلك و في الآية الأخرى قبلك فلماذا وردت من في الآية الأولى ولم ترد بالأخرى ؟؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

(من) حرف جر وتأتي زائدة لتأكيد النفي وشبهه، وقد حذفت من الآية الثانية في السؤال اكتفاء بذكرها قبل ذلك في قوله تعالى: ما آمنت قبلهم من قرية..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن "من " حرف جر وتأتي زائدة لتأكيد العموم والنفي..، وهو المعنى الذي جاءت له في قول الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ. في آيات كثيرة من كتاب الله تعالى؛ كما في قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ... في سورة يوسف، والنحل، والثانية من الأنبياء وهي: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ.. وفي الحج، واثنتين في الزخرف، كل هذه بزيادة "من" قبل الظرف للتأكيد.

وأما: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ. الأولى في سورة الأنبياء (وهي المذكورة في السؤال) فهي التي لم تذكر فيها "من" قبل الظرف، قال أهل العلم: وخصت بالحذف لأن قبلها: مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ.. فبنيت عليها واكتفي بها.

جاء في أسرار التكرار في القرآن للكرماني عند الكلام على سورة الأنبياء: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا الآية: 7، وبعده: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ.. الآية: 25 كلاهما لاستيعاب الزمان المتقدم؛ إلا أن من إذا دخل دل على الحصر بين الحدين وضبطه بذكر الطرفين ولم يأت: وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ الآية: 7 إلا هذه، وخصت بالحذف لأن قبلها: مَا آَمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ.. الآية: 6 فبناه عليه لأنه هو وأخر من في الفرقان وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ.. الآية: 20 وزاد في الثاني: مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ 21 25 22 52 على الأصل للحصر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني