الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الأبناء من الأب التارك للصلاة والزكاة

السؤال

أولاً: اشكركم على الموقع... الواقع عندي كم سؤال: فأنا أعلم بأن الزكاة واجبة على كل مسلم, المشكلة بأن والدي لا يزكي، وبالأحرى فإنه حتى لا يصلي، فكان زمان هو من مؤسسي الجمعيات الخيرية والإسلامية في البلدة الذي أنا أعيش فيها، ولكن للأسف تزوج بامرأة أجنبية غير أمي، ومن بعد ذلك تغير الكثير فيه، لا يصلي ولا يزكي وحتى شغله في عمله بدأ يتدهور، وبدأ يفضل زوجته على أمي، لا أريد أن أدخل في تفاصيله, ولكن تغير الكثير فيه إلى الأسوإ ونصحناه كثيراً منذ سنين وليس هناك فائدة, وأنا أتألم كل يوم إذا أفكر في أمي، فآخر أخباره بأنه طرد أخي الكبير من الشغل، علماً بأن أخي متزوج ويحتاج أن يعمل، ولكن الحمد الله أخي الآن وجد عملاً أخراً وهو الأن مرتاح، ولكن ما الذي داخل ذهن أبي الذي جعله يطرد ولده الكبير من الشغل، هل يهون على أب، فتركنا شهوراً ونحن في الصغر، والآن هو يأتينا يوماً ويذهب لهم يوماً، فهو يدفع لنا مصاريفنا وكل شيء, ولكن المصروف ليس هو الواجب الوحيد للأب، سؤالي هو: ما العمل معه وإذا هو لا يزكي, ماذا علي أنا أن أفعل وعلى إخواني وأخواتي الكبار، ومن فضلكم انصحوني بشيء لأفعله مع أبي حتى يرجع مرة ثانية على الحال الذي هو كان عليه, ففي ناس قالو لي بأنه مسحور من زوجته الثانية, فهل هذا ممكن، علماً بأن زوجته الثانيه من المغرب, وأسمع الكثير عن سحرهم (اسمحو لي لأني ذكرت البلد)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي الحقيقة أن والدكم على خطر عظيم، لإضاعته أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهما الصلاة والزكاة، فإنه لا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة، والزكاة أخت الصلاة وقرينتها في القرآن، وانظر مزيد من التفصيل حول الصلاة والزكاة ومكانتهما في الإسلام في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6840، 14756.

فينبغي لكم نصح الوالد والتلطف معه في بيان هذه الحقيقة التي ربما كانت غائبة عن ذهنه وتذكيره بها، وعدم اليأس في هذا السبيل مهما وجدتم منه من إعراض أو صدود، وعليكم بالإحسان إليه كما أمر الله بذلك، وبره ومصاحبته بالمعروف، واستعينوا على نصحه بمن يعز عليه من أخ وصديق، وشيخ ونحوه.

أما مسألة السحر فإن للسحر أعراضاً تظهر على المسحور، سبقت في الفتوى رقم: 13199، فإن وجدتم به شيئا من هذه الأعراض فهو بحاجة إلى رقية شرعية، لكن هذا الأمر لا ينبغي الاشتغال به الآن، بل ينبغي الاهتمام بالأمر الأهم وهو السعي في إقناعه بالصلاة والزكاة.. واعلموا أن خير ما تستعينون به على هداية والدكم هو اللجوء إلى من الهداية بيده سبحانه وتعالى بالإكثار من دعائه وسؤاله هداية والدكم وإرشاده إلى الحق، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني