الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من أمر الأبناء بعقوق والدهم

السؤال

أنا فتاة ابلغ من العمر 22 سنة ووالدي بصحة جيدة والحمد لله المشكلة منذ صغري وأمي تميز بيني وبين إخوتي في المعاملة وفي كل شيء فما حكم التمييز بين الأولاد غير أنها تظلم في اغلب الأحيان وأيضا أبي خسر عمله وأمي تتحدث عليه بالسوء . كل إخوتي يعملون وأنا معهم إلا أنها تجعلهم يكرهونه فلا يعطونه ولا فلسا وأيضا عندما أردت أن أعطيه قالت لي إنها ستغضب علي إلى يوم الدين إن أعطيته فما حكم غضبها علي في هذه الحالة غير أنها أيضا بالزواج دائما لو محتاجة أي حاجة مني تقول لي هكذا وتهددني بغضبها علي فهل أعتبر مذنبة بغضبها إن غضبت علي. وإخوتي يتكلمون بالسوء على والدهم وأيضا مرة سمعهم وهم يتكلمون عليه وقد ذرف الدموع من بشاعة الكلام وأنا بصراحة خائفة يصل بي الحال أني أكرههم من كثرة ظلمهم وكل هذا بسبب ماما وبسبب كلامها عليه حتى إنها لا تمنعهم من الكلام عن والدهم أرجو منكم الإجابة وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فقد حرم الله الظلم وتوعد أهله بالعقاب، ومن الظلم تفضيل بعض الأبناء على بعض في العطايا بغير مسوغ،على ما رجحه أهل العلم، ومن الظلم البين أمر الأبناء بعقوق والدهم وحرمانه من حقه في برهم وطاعتهم، فلا يجوز للأم أن تفعل ذلك، ولا يجوز للأبناء طاعتها فيه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما أن من أقبح الظلم وأبشعه عقوق الوالد وتوجيه الكلام السيء نحوه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حرم الله الظلم وتوعد أهله بالعقاب، وفي الحديث: الظلم ظلمات يوم القيامة. رواه البخاري. ومن الظلم تفضيل بعض الأبناء على بعض في العطايا بغير مسوغ على ما رجحه كثير من أهل العلم، والدليل على أن المفاضلة بين الأبناء في ذلك ظلم، حديث النعمان بن بشير وفيه: فلا تشهدني، فإني لا أشهد على جور. رواه البخاري ومسلم. وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم 33348.

ومن الظلم البين أمر الأبناء بعقوق والدهم وحرمانه من حقه في برهم وطاعتهم، فلا يجوز للأم أن تفعل ذلك، ولا يجوز للأبناء طاعتها فيه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ولذلك نقول للأخت السائلة: إن ما تفعله والدتك من تمييز بين أبنائها ظلم، وأشد منه وأعظم ما ذكرت من حديثها عن الوالد بالسوء وتحريض الأبناء على كرهه وعدم إعطائه من المال، وهذا الظلم يجب عليكم نهي والدتكم عنه، وعدم طاعتها فيه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما سبق.

وعليكم أن تعرفوا حق والدكم فإن له من الحق مثل ما لوالدتكم، وعليك أيتها الأخت الفاضلة نصح والدتك وإخوتك وبيان حرمة ما يفعلون مع والدك، وتحذيرهم من العقوق فإنه من كبائر الذنوب، وفي الحديث: لا يدخل الجنة عاق.

وعليك ببر والدك وطاعته في المعروف، والإحسان إليه بالمال وغيره، ولا إثم عليك من غضب والدتك، إذا كان بغير حق، وعليك ببرها والإحسان إليها في المعروف وفيما ليس فيه معصية لله عز وجل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني