السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة, أصلي و أقيم واجباتي الدينية و الحمد لله و لكني و منذ صغري و في حدود الخامسة من عمري كنت أشعر بشهوة جنسية تجاه الأولاد من ذوي جنسي, نما في هذا الشعور إلى الآن و أنا لم أبد يوما أي اهتمام جنسي تجاه الجنس الآخر, حاولت الآف المرات التخلص من هذا التفكير الشاذ و لكن دون جدوى , الحمد لله أني لم أمارس الجنس أبدا وأنا من عائلة متدينة, قرأت كل الفتاوى في هذا الشأن و لم أجد الجواب لأسئلتي,
فهل هذا ابتلاء من الله و هل صبري عليه يدخلني الجنة؟ هل يحاسبني الله على تفكيري الشاذ الذي لا أتحكم فيه و الذي نما فيا منذ الصغر،أليس من الظلم أن أتزوج فتاة لا أشعر تجاهها بشيء، هل أنا بتفكيري هذا من اللوطية الذين ذكرهم الله و الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الرجاء إجابتي على أسئلتي الأربعة و لو باختصار
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
ميل الشخص إلى جنسه يعتبر انحرافا خطيرا، وعليه أن يبادر بعلاجه قبل فوات الأوان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أصابك هو ابتلاء من الله تعالى وعليك بعلاجه بما سنذكره، وأنت مأجور على الصبر عليه إن شاء الله تعالى إذا احتسبت الأجر عنده – سبحانه وتعالى – لأنه صبر عن المعصية.
ولن يحاسبك الله عز وجل على مجرد الميل ما لم تتكلم به أو تعمل بمقتضاه أو تسترسل فيه؛ لما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
وزواجك من فتاة مستقيمة ذات خلق ودين يعتبر جزءاً من الحل – ولو كنت لا تشعر بحبها – لأن الحب يطرأ ويزول.
وأما التفكير في الفاحشة فإذا كان مجرد خاطر ولم يتماد فيه صاحبه أو يصاحبه هم أو عزم فنرجو ألا يكون من الذين توعدهم الله تعالى بالعقاب..
ولا شك أن ميل الشخص إلى جنسه بشهوة يعتبر انحرافا خطيرا عن الفطرة السليمة، وأول علاج أن يلجم العبد نفسه بتقوى الله تعالى، وأن يجدد التوبة دائما ومن وقت لآخر، وأن يشغل ذهنه وبدنه بطاعة الله تعالى وبما ينفعه في دنياه، وأن يصاحب أهل الخير والصلاح ويداوم على مجالس العلم والذكر، وأن يغض بصره عن كل ما حرم الله وخاصة ما يميل إليه، وأن يبادر بالزواج، وقبل ذلك وبعده الإكثار من ذكر الله تعالى ودعائه وخاصة في أوقات الإجابة.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل انظر الفتاوى التالية: 71282، 6872، 71334
والله أعلم.