الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوعد بالمغفرة للمكرَه على البغاء لا للذي أكرَه عليه

السؤال

ما حكم من يكره فتاته على البغاء ليصيب قوله تعالى: فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم، وهل معناها أن الفقر عذر لإكراه الفتاة على ذلك؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فلا يجوز للمسلم أن يكره فتاته على الزنا، وليس في هذه الآية دلالة على أن الفقر عذر يجوز معه إكراهها على الزنا، والوعد بالمغفرة إنما هو في حق المكرهة لا الذي أكرهها عليه، والإكراه الذي يرتفع معه الإثم هو ما يؤدي إلى الهلاك أو الضرر الذي لا يحتمل.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للمسلم أن يكره فتاته على الزنا ليصيب عرضاً من الدنيا، ففي هذا إثم مبين، والوعد بالمغفرة المذكور في هذه الآية ليس للمكرِه، وإنما هو للفتاة المكرَهة، قال ابن العربي في أحكام القرآن: هذه المغفرة إنما هي للمكرَه؛ لا للذي أكرَه عليه وألجأ المكره المضطر إليه، ولذلك كان يقرؤها عبد الله بن مسعود "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم". والمغفرة تتعلق بالمكره المضطر إليه فضلاً من الله كما قال في الميتة: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. انتهى.

ولمعرفة ضابط الإكراه الذي يرتفع معه الإثم راجع في ذلك الفتوى رقم: 35101.

وليس الفقر عذراً لأن يكره المسلم فتاته على الزنا، وليست هذه الآية دليلاً على كونه عذراً، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: نهى عن مهر البغي. كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم... ولمزيد من الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 40300.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني