الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضغط على أمه لتقيم معه ليرعاها مع أبيه

السؤال

لدي والدي ووالدتي يسكنون في القرية ولم يوافقوا بطلوعهم إلى المدينة حيث يوجد عملي وبيتي بالنسبة لوالدي يوافق على مجيئه معي أما والدتي فلم توافق برغم من أني أخبرت أخاها وطالبت منه أن يضغط عليها للطلوع معي حيث إن والدي مريض منذ أكثر من سنتين أصيب بجلطتين بالدماغ ويستخدم العلاج مدى الحياة وأنا العائل الوحيد لهم، علما بأنهما كبيران بالسن الوالد 86، الوالدة 62، وكما تعلمون بالظروف المعيشية هذه الأيام فأتمنى من الله عز وجل أن يوفق والداي ويلهمهم للطلوع والسكن معي لما تبقى من حياتي وحياتهم، علما بأني متزوج ولدي طفلان ولد وبنت أما عمرى 23 أعمل بإدارة حكومية فأرجو إفتائي في الموضوع هل بإمكاني الضغط أكثر على والدتي بسبب أن والدي لم يتلق العناية اللازمة في القرية لانشغال والدتي بأعمال الدنيا؟ وجزاكم الله مني ألف الخير والجزاء.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

ليس من البر أن يقوم الابن بالضغط على أمه، وله أن يسعى في إقناعها، ويتوسل إليها بمن له شفاعة عندها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لك التوفيق لما يحبه سبحانه ويرضاه، وأن يرزقك بر والديك ورضاهما عنك، وأن يبلغك منازل الصالحين، واعلم أخي الكريم أنه ليس من البر بالأم أن تطلب من خالك أن يضغط عليها، ومن ذلك تعلم أنه ليس بإمكانك الضغط عليها أكثر مما مضى، بل الواجب أن تعاملها برفق ولين واحترام وخفض للجناح كما أمر الله تعالى.

ولا بأس بأن تتوسل إليها بمن يصلح للشفاعة عندها، وأن تسعى في إقناعها وتبيان الحاجة الكبيرة إلى مساعدتها لك فيما تطلبه، فإن أفادت فيها تلك الوسائل فذلك، وإلا فاتركها تسكن في المحل الذي يطيب لها السكن فيه.

وأما أبوك فإن أمكن سكنه معك في المدينة بحيث يكون لك من يقوم بشؤونه، ولا يتضرر هو أو الأم بفراق أحدهما عن الآخر فلا بأس باصطحابه معك، مع الحرص على القيام بما تحتاجه الأم، وإن لم يمكن ذلك فاتركه مع الأم ووفر لهما ما هو في طوقك من الرعاية والعناية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني