الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأجيل الابن زواجه تلبية لرغبة أبيه

السؤال

أحبائي الكرام.. شاب أبلغ من العمر عشرين عاما أعيش فى مصر أنهيت دراستي والآن أعمل فى شركة أدوية حتى تأتي وظيفتي الحكومية إن شاء الله وفي تلك الشركة تعرفت على فتاة ووالله لا أريد أي شيء من الدنيا إلا طاعة الله وعبادته ثم زواجي بتلك الفتاة، هي فى نفس سني تقريبا، ولكن تعلمون أحوال الريف والقرى، ليس لدي مسكن خاص بي ولم يتم سقف بيتنا الآن والحديد والصلب فىي غلاء في مصر هنا، المشكلة هي أن أبي لا يريد أن أتقدم لها إلا بعدما أنهي تجهيز بيتنا وشقي خاصه بي على الرغم أنه كان يريد أن يزوجني ابنة عمي التي تكبرني بأربع سنوات أو يزيد في العيد القادم دون أن أجهز مسكنا أو شيئا وإنما ستعيش مع والدي فى إحدى الغرف بالمنزل، ولكني رفضت وقصصت له عن الفتاة الأخرى فقال أمامك 3 أو 4 سنوات حتى تتمكن من خطبتها على الرغم من أنها قصت لأهلها وقالوا يتقدم فقط لخطبتك وتنتظري معه حتى ينهي تجهيز نفسه، احترت في أمري، فقلت إن شاء الله سأنال الوظيفة بعد شهرين ثم أسكن بالإيجار وأتزوجها وبعد ذلك أجهز وأنهي بناء بيتنا وشقتي وأنا متزوج لكن حينها والدي قال أتريد أن تتخلى عنا بعدما تتوظف لو فعلت ذلك ولا أنت ابنى ولا أعرفك زادت حيرتي هي لا تريد سوى أن أتقدم لخطبتها فقط وتنتظرني حتى أجهز حالي هذا وكفى، ولي سؤال آخر بعدما تصل إجابتكم الموفقة بإذن الله تعالى أحبتى بالله عليكم لا تتركوني هكذا أريد جوابا شافيا إن شاء الله.. مع العلم بأنني أحب تلك الفتاة وهي كذلك وأريد زواجها حقا لأني أراها نعم الزوجة والتي ستعينني على الطاعة وتحمل المسؤولية ومواجهة الصعاب بإذن الله تعالى فضلا لا أمراً، أريد توضيح الطريق لي فى خطوات عملية صحيحة بإذن الله وكذلك ماذا يجب أن أفعل وكذلك ما الواجب عليها هي الأخرى، هذا باختصار... والدي لم يرفضها وإنما يعتقد أنني بعد زواجي منها والعيش في سكن آخر أنني سأتخلى عنه هو وأمي وأخي.. لا والله أبداً.. أحبتي فى الله هذا مبتغاي واسأل الله أن يزيدكم رشاداً وتوفيقا وسداداً وإخلاصا في القول والعمل وجعل الجنة مثواكم؟ ودمتم بخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام والدك غير معترض على زواجك من تلك الفتاة وإنما يريد تأجيل الأمر فالذي نراه وننصحك به هو محاولة إقناعه وتوسيط بعض من لهم وجاهة عنده للتأثير عليه لعله يرضى ويقبل، ولا تفعل ما يؤدي إلى غضبه وسخطه، ما لم تخف من الوقوع في المعصية إن لم تتزوج تلك الفتاة، لأن رضى الوالدين أولى وطاعتهما أوجب ما لم يتعارض ذلك مع طاعة المولى سبحانه، ولأن الأمر يتعلق بمجرد الخطبة فحسب فيمكنك إقناع أهل الفتاة بتأجيل الموضوع وانتظارك حتى تحصل على موافقة أبيك ورضاه، لأن ذلك أدعى إلى استقرار حياتك الزوجية وسعادتك الدنيوية والأخروية.

وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93194، 10561، 5707، 35987، 99165، 25087.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني