الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لو شخص ظل فترة كبيرة لم يصل ونوى الالتزام فهل يصلي ما فاته أم يبدأ من جديد، وما علاج من لا يصلي أبداً وإذا صلى لا يواظب وإذا واظب لا يخشع وهذه مشكلته الكبرى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن ترك الصلاة ثم تاب فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن ترك الصلاة بالكلية كفر أكبر مخرج من الملة، حتى ولو كان التارك مقراً بوجوبها، لقوله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم من حديث بريدة رضي الله عنه، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.

وبناء على هذا القول فمن كان تاركاً للصلاة ثم تاب فإنه لا قضاء عليه في ما مضى من الصلوات، وذهب آخرون وهم الجمهور إلى أن ترك الصلاة كسلاً بغير جحود ليس كفرا مخرجاً من الملة، وأن على تاركها قضاء ما فاته من الصلوات، ومن هؤلاء من يقول بعدم وجوب القضاء عليه وانظر الفتوى رقم: 31107 في كيفية القضاء.

وأما علاج من لا يصلي أبداً.. فالعلاج الأول لتارك الصلاة بالكلية هو النصح ، وانظر الفتوى رقم: 5317 حول أقوال الفقهاء في استتابة تارك الصلاة، وهل يقتل حداً أم كفراً. والفتوى رقم: 41361 حول الوسائل المعينة على المحافظة على الصلاة لمن ابتلي بالتقصير فيها، علماً بأن فقد الخشوع في الصلاة مع أنه ينقص أجرها لا يسوغ تركها، فالمكلف مطلوب منه أن يصلي وأن يخشع في صلاة حسب استطاعته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني