الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القيام على خدمة الوالدين من البر

السؤال

أنا فتاة متزوجة ولي طفلة صغيرة ووالدتي كانت مريضة بمرض شديد وعصبية بعض الشيء وعندما كنت أزورها كانت دائما تتشاجر معي وتطلب مني أن أستيقظ مبكراً جداً لتنظيف المنزل وكنت أرد عليها وأحيانا من التعب وإرضاع الصغيرة لا أستطيع أن أعمل لها كل الأشياء ثم جاءت في الفترة الأخيرة وزاد عليها المرض وكانت دائما تدعو الله سبحانه وتعالى ألا أقف على غسلها أو أحضر جنازتها وأن تموت ولا أحد يكون معها ومنذ أسبوعين دخلت المستشفى وعندما عادت إلى المنزل أرسل زوجي لي تذكرة سفر للإقامة معه فى السعودية وعندما قمت بوداعها قالت لي سامحيني يا ابنتي واحذري أن تكوني مغضبة مني وبكت ثم سافرت إلى السعودية وبعد سفري بأسبوع واحد علمت أنها انتقلت إلى الرفيق الأعلى ماتت أمي فى بيتها على سريرها ولم يكن معها أحد لا أنا ولا أختي الكبيرة ولم أحضر وفاتها ولا جنازتها ولم أكن معها، لقد استجاب لها الله حتى لا تتعب أحداً وأنا أقوم من نومي مفزعة أخاف أن تكون غضبانة مني لأني الوحيدة التي كنت دائما فى شجار معها أريد أن أعرف ما الذي أستطيع أن أكفر به عن جدالي معها مع أني والله كنت أسكن فى بلدة بعيدة عنها ولظروف ابنتي الصغيرة كنت لا أستطيع أن أفعل كل الأشياء التي تريدها وهل أنا أغضبت ربي بذلك، دلني يا شيخ؟ جزاك الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من آكد الواجبات على المرء بر الوالدين والإحسان إليهما, وخصوصاً إذا بلغا الكبر، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}، وما ذكرتيه -أختي السائلة- من مشاجرتك مع أمك، وعدم صبرك عليها بالقيام على خدمتها كان تصرفاً غير مقبول، ويتنافى مع أوامر الشرع، ومن العجيب مع كل هذا أن أمك هي التي طلبت منك المسامحة عند وداعها، فعليك أن تبادري إلى التوبة والندم على ما صدر منك والاستغفار، وأن تكثري من الطاعات والنوافل عسى أن يكون في ذلك كفارة لما صدر منك.

وعليك أن تكثري من الدعاء لأمك بالرحمة والمغفرة، وراجعي في بر الوالدين بعد وفاتهما الفتوى رقم: 7893... ونسأل الله تعالى أن يتجاوز عنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني