الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة للزوجين البعيدين عن الله التاركين للصلاة

السؤال

أحد الإخوة، يسأل و يقول بأن أخاه الأكبر زوجته لا تصلي, و قد تعرف عليها في الجامعة لما كان لا يصلي, وتزوجا ولكنه بعد ذلك تاب و ندم، و بقيت الزوجة لا تصلي، أما هو فقد تدهورت حالته الدينية والمادية فترك الصلاة بسببها، فالزوجة تعمل موظفة ومرتبها أكثر من مرتبه, لكنها لا تساهم في مصروف البيت بمليم واحد كما أنها لا تطبخ أبدا ولا تسهر على العناية به ، ولما أنجبت منه ابنتين أخذتهما إلى بيت أمها في منطقة تبعد عنهما قرابة 200 كيلومتر مع العلم أن الدولة صغيرة و 200 كلم مسافة شاسعة جدا، و بسببها اضطر إلى الاقتراض المحرم من البنك ليلبي لها رغباتها بإكمال بناء البيت و شراء مكيف الهواء, وفي فصل الصيف تتركه كامل العطلة 3 أشهر و تذهب إلى أهلها، و في الفترة الأخيرة أصبح مهموما جدا و تدهورت حالته النفسية كثيرا، و بعد محاولات علم أخوه أن زوجته أصبحت تطالبه أن يكتب لها البيت و إلا تدخله السجن و ذلك لأنه لما كثرت عليه الديون بسببها أقرضته مبلغا كبيرا من المال وكتبت عليه تعهدات، والآن هي تقول له: إما أن تكتب لي البيت و إما تدخل السجن؟ هو يقول بأنه كرهها ولا يرغب في البقاء معها لأنها كانت السبب في انتكاسه في الدين، و لا خير فيها ولكن ما يمنعه من تطليقها ثلاثة أمور. بناته منها مع العلم أنه لا يراهم منها إلا نادرا، ثانيا لو طلقها فانها ستدخله للسجن بسبب وصولات الدين، والأمر الثالث أن الطلاق في هذا البلد صعب جدا ، فإن طلق فسيدفع على الفور غرامة كبيرة لها و يبقى كل شهر يدفع لها النفقة؛ وهو ما لا يستطعيه نظرا لكثرة ديونه. أخوه يسأل: بأنه يمكنه أن يوفر له المبلغ الذي تهدده بالسجن بسببه كما يمكن أن يساعده على دفع الغرامة و لكن بشرط أن يطلقها لأنه تضرر منها كثيرا و كذلك تضررت منها كل العائلة، وإذا طلقها فإنه سيتزوج بإذن الله صاحبة الدين والخلق لأنه أخطا في الزواج منها وهو يعترف بذلك، يقول فهل أسعى من أجل أن يطلقها؟
أفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ارتكب هذا الشخص وزوجته ذنوبا كثيرة أكبرها ترك الصلاة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن ذلك كفر مخرج من الملة، والمرجح عندنا أنه يكون كفرا إذا تركت بالكلية كما في الفتوى رقم: 17277.

كما أن الاقتراض بالربا من غير ضرورة كبيرة من أكبر الكبائر ومستوجب للحرب مع الله ورسوله فعليه أن يبادر إلى التوبة، وينصح زوجته بذلك.

وعليك من من منطلق الأخوة في الله أن تنصحه بمحاولة الإصلاح مع زوجته وتنمية المودة والمحبة بينهما وجذبها إلى حظيرة الدين، وألا يحيا معها وكأنه في سجن بل عليه أن يحاول هدايتها بعد هداية نفسه بالمواظبة على الصلاة والإكثار من صيام النوافل والتضرع إلى الله عز وجل بإصلاح ذات البين, فإن له بذلك أعظم الأجر، وفي إتمام ذلك أهم مصلحة لهما، ألا وهي تنشئة أولادهما تنشئة إسلامية وسوية بدون عقد نفسية.

فإن فشلت المحاولة, فالأولى أن يطلقها طالما أن أخاه سيوفر له ما سيترتب على الطلاق من المصروفات، وأما عن البنتين فليس لها الحق في حضانتهما لما ذكر من سوء الحال، ولو افترض أنها انتزعت حضانتهما بالقوة أو القانون فإن ذلك لا يغير شيئا مما ذكرنا إلا نادرا كما ذكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني