الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجمعي بين صلة أقاربك الأيتام، وإهداء أولاد عمك

السؤال

لي أقارب أطفال أيتام وأعطيهم لعبا وقررت أن أشتري ألعابا جديدة ولكن لأبناء عمي وهم على مستوى جيد ماديا فهل سآخذ حسنات إذا أعطيتهم اللعب أم الأيتام أولى وأخاف من الرياء أن أكون أفعل ذلك لأني أحب أبناء عمي الصغار وحتى يحبونني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبارك الله فيك لحرصك على صلة رحمك، فإنها من الواجبات ومن أفضل القربات، كما أنها سبب للبركة في العمر والرزق، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. رواه البخاري، ومسلم.

كما أن الهدية من الأمور المستحبة لما فيها من جلب المودة بين المسلمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

لاسيما إذا كانت الهدية لأيتام، فإن الشرع قد أوصى بهم كثيراً، وحث على رعايتهم والإحسان إليهم، ووعد على ذلك بالأجر العظيم، وجعل ذلك من أسباب رقة القلوب.

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه، فقال: أتحبُّ أن يلينَ قلبُك وتدركَ حاجتَك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلنْ قلبُك، وتدرك حاجتك. رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

أما عن سؤالك.. فإنك ينبغي أن تجمعي بين صلة أقاربك الأيتام، وأولاد عمك، بما يناسب حال كل منهم، فإن صلة الرحم تختلف باختلاف أحوال الأقارب، فمنهم من تكون صلته بمجرد الزيارة، ومنهم من تكون صلته بالمال،..وهكذا.

وعلى ذلك فلا مانع من إهداء أولاد عمك اللعب لما في ذلك من إدخال السرور عليهم، مع المداومة على صلة الأيتام بما يناسبهم من لعب أو غيرها.

وإن تعذر الجمع بين إهداء اللعب للأيتام وأبناء العم، فإهداء الأيتام أولى إذا كانوا فقراء، وفي هذه الحالة يمكن صلة أبناء العم بشيء آخر كالزيارة ونحوها.

أما عن خوفك من الرياء، فلا شك أن الرياء خطر عظيم يجب الحذر منه، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون سبباً لترك العمل، فإن ذلك من مكائد الشيطان، وإنما الصواب تصحيح النية، والمضي في العمل، ولا يضرك في ذلك محبتك لهم أو رغبتك في محبتهم لك، ما دام قصدك في الأصل، مرضاة الله وابتغاء الأجر منه.

نسأل الله أن يرزقنا وإياك الصدق والإخلاص.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني