الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمسك بالخاطب ما دام ذا خلق ودين

السؤال

تقدم لخطبتي شاب كنت أحبه سابقا لكنه بعد الخطبة تبين أن مستوى عائلته ماديا واجتماعيا أقل منا بقدر ليس بالقليل كما أن مستوى تدينه لي بمستوى أهلي الديني، تمسكت به مع صلاة الاستخارة بشكل يومي لكن أهلي غير سعيدين ولكن أيضا غير رافضين بمعنى أنهم موافقون لكنهم يتمنون الأفضل ولكن الأمر معسر فكلما أقدمنا على الخطبة يحدث ظرف يؤجله ونحن على هذا الحال من 6 أشهر.
معلمتي للدين تقول لي اتركيه لأن التعسير نتيجة الاستخارة لكني لازلت أجد ميلا له وعندما ناقشت أهلي ظننت أنهم سيسعدون بتركي إياه لكنهم لم يسعدوا بل قالوا لي تروي بقرارك فهل التعسير نتيجة الاستخارة و6 أشهر كافية وأتركه؟ هل أستمر؟ ساعدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما الفارق بين الأسرتين في المستوى المادي والاجتماعي، فلا يضر، فإن الراجح أن الكفاءة المعتبرة في الزواج هي الكفاءة في الدين، ولمعرفة المزيد يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 2346.

وأما عن الاستخارة، فلا شك أن الاستخارة مندوب إليها في الزواج وغيره من الأمور المباحة، وقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، وقد سبق أن ذكرنا كلامهم في الفتوى رقم: 45330.

فالذي نوصيك به أن تستمري في الأمر ولا ترفضي هذا الخاطب ما دام ذا دين وخلق، إلا أن يكون في التأخير ضرر عليك، واستبشري خيراً، واعلمي أنك ما دمت صدقت في الاستخارة، فإن الله سيختار لك الخير ، مع التنبيه على أن من الصدق في الاستخارة ترك الاختيار وتفويض الأمر إلى الله.

قال القرطبي - رحمه الله -: قال العلماء: وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر حتى لا يكون مائلاً إلى أمر من الأمور. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني