الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنته تعقه بتأثير من أمها

السؤال

أولا أود أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع وأدعو ربي أن يجعل جهودكم في ميزان حسناتكم.
وبعد عندي طفلة من زوجة أولى مطلقة. سنها 15 سنة. توجد تحت حضانة أمها وأنا أنفق عليها وأحسن إليها . ورغم هذا وتحت تأثير والدتها هداها الله صارت تسيء إلي بالحديث السلبي مع الغير كما ترفض اللقاء بي وتتفنن في حبك الأكاذيب والأباطيل حولي. ورغم أن جزءا من أفعالها يعتبر مسايرة وتحت تأثير والدتها إلا أن جزءا آخر هي تعلم علم اليقين بطلانه ولا أفهم فعلها رغم أن بري لها وإنفاقي يزداد ولا ينقص أنا الآن لا أملك اتجاهها إلا الدعاء وهذا ما أقوم به.
ولكني أخاف أن يعتبر عملها عقوقا للوالد وبالتالي قلبي يتألم معها. وسؤالي هل أولا هي تعتبر عاقة في حقي على صغر سنها نسبيا حتى لو سامحتها مهما كان. وهل من توجيه لي بهذا الخصوص؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن هذه البنت إن كانت في هذه السن فهي تعتبر بالغة ومكلفة، وراجع علامات البلوغ بالفتوى رقم: 10024.

وإن ثبت ما ذكرت من أنها تسيء إليك وتفعل ما تفعل من هذه المنكرات التي ذكرت، فهذا يعتبر من أعظم العقوق وتأثم به، ولكن إن سامحتها في ذلك وتابت إلى الله منه، فسيرتفع الإثم عنها بإذن الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 95877.

ونرشدك هنا إلى عدة أمور ومنها:

الأمر الأول: الإكثار من الدعاء لها بالهداية والتوفيق والصلاح، فدعاء الوالد لولده مستجاب، روى ابن ماجه بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

الأمر الثاني: مناصحتها وتذكيرها بالله تعالى، ولو أمكن أن يأتي من قبل إحدى صديقاتها فربما كان ذلك أبلغ في التأثير عليها.

الأمر الثالث: السعي في تزويجها من رجل صالح يبعدها عن بيئة أمها، ويعينك في سبيل إصلاحها، والأولى أن تسعى في البحث عن الزوج من غير أن تعلم أنك فعلت ذلك.

ونذكر في الختام بما نبهنا عليه كثيرا من الآثار السلبية للطلاق على الأولاد، وأنه مهما أمكن اجتنابه وحل المشاكل بغيره من السبل كان أولى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني