السؤال
لا أؤمن بالفكر السلفي كجماعة تلزم أتباعها بمحاربة البدع والفتوى بدون علم طالما هو يتبع الجماعة فكل ما يقوله صحيح وما يقوله غيره خطأ وبدعي والتشكيك في كل العلماء الذين لا ينتمون للفكر كالقرضاوي والغزالي والشعراوي وحتى السلفيين مثل سفر الحوالي والعودة. وما يقوله الألباني لا يصل إلي قلبي ,أحفظ القرآن كاملاً بحمد الله , حفظته لأبنائي ,أقوم بتنفيذ كل الأحاديث التي أرى أنها ملزمة من غير طريق الألباني فهل في إيماني شك كما يدعي أحد أبنائي وهو سلفي ويقول إن صلاتي غير صحيحة لأني أقف في الصلاة وقدماي علي شكل 7 وليس علي شكل 11 كما يقف هو ولا أحب أن ألتصق مع المصلين وأحرك أصابعي في كل مرة للتأكد من صحة وقوفي وأن هذا الأمر يزعجني كثيرا ويشتت تركيزي ويفقدني الخشوع مع أني أقف مجاورا للذي يليني بمقدار 1مم ولا أتحرك بعد ذلك وإن كانت هنالك فجوة ؟ فهل هنالك شك في إيماني وفي صلاتي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأعلم أن خير الأمور الوسط، فلا إفراط ولا تفريط، بل ينبغي الإنصاف وتحري الحق أينما كان فإن على الحق نورا.
وأعلم أن السلفية منهج يقوم على الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وهذا نهج لا نظن أنك تخالفه أو لا ترتضيه لأنه النهج الذي ينبغي أن يكون عليه كل مسلم.
وما ذكرته هنا لا يتعلق بالسلفية وإنما هو عبارة عن مواقف لبعض ممن ينتمي إلى السلفية، ومن المعلوم أن الناس يخطئون أو يصيبون، فالفتوى بغير علم والنيل من العلماء أمر مذموم من أي شخص حصل بغض النظر عن انتمائه، وأما محاربة البدع فهي أمر مطلوب شرعا، روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.
وما يفعله بعض الشباب من الكلام عن بعض العلماء والتشهير بهم أمر منكر ولا يجوز، فهؤلاء العلماء لهم قدم صدق وقدموا الكثير من أجل الإسلام، وليسوا بمعصومين، ومن أراد أن يبين خطأ حدث من أحدهم فليتزم الأدب، فلحوم العلماء مسمومة كما سبق ونبهنا في عديد من الفتاوى فراجع منها الفتويين رقم: 11967 ، 33943 .
ونرجو أن تنتبه إلى أنك من جهة أخرى وقعت في نفس الخطأ الذي وقع فيه بعض هؤلاء الشباب، ونخشى أن يكون هذا من التعامل بردود الأفعال، فالشيخ الألباني عالم من علماء المسلمين وله باع عظيم في علم الحديث شهد له بذلك معاصروه، وأنت لست ملزما بالأخذ بتصحيح الألباني للأحاديث أو تضعيفها ولا يترتب على ذلك شك في إيمانك، ولكن لا تنتقص من قدره بل ينبغي أن تعرف له فضله.
وراجع الفتوى رقم: 199817.
وأما مبطلات الصلاة فقد بينها الفقهاء، وما ذكرت من أمر صفة الوقوف للصلاة لا علاقة له بما يبطل الصلاة.
وقد سبق أن بينا أنه يستحب أن يستقبل المسلم بقدميه القبلة عند الصلاة وليس ذلك بواجب، وراجع الفتوى رقم: 78835 .
والله أعلم.