الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلحت بيت أمها وبنت فوقه ثم بيع البيت فما حقها

السؤال

جزاكم الله خيراً، أفتوني أنا خائفة من أن ألقى الله سبحانه وتعالى وعلي دين.
سوف أشرح لفضيلتكم الأمر بالتفصيل، واعذروني على الإطالة، ولكن حتى يرتاح ضميري، وأحصل على الفتوى بما يرضي الله. قبل نحو ثلاثين عاما كنت أعيش مع والدتي وأولادي بمنزلها الشعبي المتواضع، وكنت أعطيها إيجارا شهريا بما يناسب ذلك الوقت، وفي يوم ما فكرنا بالتوسع وبناء فوق البيت، واحتاج هذا الأمر مني إلى إزالة السقف وليسته من الداخل من جديد، ورفعت ووسعت الصبة وبنيت فوقه. بعدها بفترة بسيطة انتقلت من محافظة إلى محافظة، واشتركت بوحدة سكنية عبر عملي، وعندما حان موعد سداد القسط الأول وكان عبارة عن مائة ألف ريال اضطررت لبيع البيت بعد موافقة والدتي طبعاً. وكان أن بيع بمبلغ مائه وعشرين ألف ريال وهو نفس المبلغ الذي خسرته في بناء الدور العلوي فقط. دفعت القسط الأول (100,000) ودفعت 6000 ضرائب ولا اذكر أين صرفت المبلغ الباقي(14000) واشترطت أنا على والدتي أني مدينة لها بمبلغ 50000 ريال وأنه دين علي، وليس مشاركة لها في ملكية المنزل ووافقت. ومرت الأيام وكلما عرضت عليها أرد الدين ترفض، وتقول ماذا أعمل بها سوف أصرفها، ولكنها لم تسامحني بالمطلق. هذا وهي عندي وأنا المتكفلة بمصاريفها ولها مطلق الحرية والتصرف كأنها في بيتها. مع أن عندها من الأولاد غيري، والبعض مستواهم المادي أحسن مني. بعدها تزوجت لمدة عشر سنوات، وأنا مستمرة بتحمل مصاريفها ومصاريف أولادي. بعد طلاقي عدت مكسورة الجناح لاعمل أعيش منه ولا صحة ولله الحمد. أفاجأ بحرب شنتها علي والدتي وبتحريض من إحدى أخواتي بأن مبلغ الخمسين ألف تعادل عشرة آلاف دولار بزمننا هذا لأن الدولار كان يعادل أربعة ريالات ونصف والآن يعادل المائتي ريال. ضغطت علي والدتي سامحها الله ضغطا شديدا، وأنا في أسو حال، وهي عندي وأنا أصرف عليها، وأتحمل مصاريف علاجها المكلف أيضاً، ولا أحد من أخواتي يساعدني وهم ميسورون سوى واحدة منهم وهذه الأخت نفسها مسامحة لي ولا تطالب بشيء . والأخت الثانية تطالب بالإرث والأخت الثالثة لا تقبل بمساعدة أمها، ولا تطالب بشيء. والدتي الآن حالتها الصحية سيئة وتعاني من العصب الخامس والزهايمر لا تجمع ولا تركز. والأختان المذكورتان ترفضان أن يقمن بمساعدتي في القيام بواجبها وبرها، وهى التي وإن كانت ساكنة عندي كانت تسرع لمساعدتهم وخدمتهم في كل الظروف. لقد قمت بإعطائها مرة 400 دولار ومرة 1000 دولار، ووهبت هي هذا الألف مساهمة منها في زواج ابني ومرة 250 دولار، فصار إجمالي ما أعطيتها 1650 دولار ما يعادل 330,000 ريال، وسوف أقوم بمصاريف موتها إن قدر لها الموت قبلي، وهو مكلف جدا عندنا في اليمن.الله يرزقك الجنة بدون حساب أفتتي لا أريد أخذ حق أحد، لقاء الله قريب .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينظر على أي صفة قامت السائلة بالبناء فوق بيت والدتها؟ هل فعلت ذلك متبرعة بإصلاح وتوسيع بيت والدتها؟ أم أن والدتها وهبت لها علو بيتها لتبني فيه بناء يخصها وتملكه دونها.
فعلى الاحتمال الأول وهو كونها متبرعة بالبناء، فليس لها من ثمن البيت المباع شيئا، والثمن كله ملك لوالدتها.

وعلى الاحتمال الثاني فإذا بيع البيت فالثمن يقسم بحسب ما يملكه كل منهما في البيت، فينظر كم هو ثمن الدور العلوي الذي تملكه البنت، وكم هو ثمن الدور السفلي الذي تملكه الأم، وبهذا تعلمين أن أخذك مائة وعشرين ألفا، وإعطاء والدتك خمسين ألفا لا يستقيم بهذا الاعتبار، والصحيح أن لوالدتك قيمة الدور السفلي، سواء كانت هذه القيمة خمسين ألفا أو أكثر أو أقل.

فإذا تقرر هذا صار لوالدتك عليك قيمة الدور السفلي في وقت بيعه، وبالعملة التي بيع بها البيت، وليس بما يعادله بالدولار كما تقول أخواتك.

وأما البيت الجديد الذي اشتريته بالأقساط فهو ملكك وحدك.

وبالنسبة لموضوع النفقة على والدتك ومصاريف علاجها وتكاليف مدتها، فهذا من باب البر والإحسان المستحب إن كانت والدتك غنية، وإن كانت فقيرة فهو واجب عليك وعلى أخواتك الموسرات منهن، ويجوز لك أن تطالبيهن بأن يشاركن في النفقة على قدر يسارهن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني