الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس من العشرة بالمعروف الإساءة إلى المطلقة والتشهير بها

السؤال

أرجو أن تفيدوني فى هذه المشكلة:
تزوجت وكانت لدي مشكلة وهي أنى كثيرة الشعر جدا، و الشعر فى جسمى يزول بطرق الإزالة بصعوبة لأنه ينمو تحت الجلد، لكنى- والله يعلم- كنت أحاول أن أكون نظيفة حتى لا يظهر هذا أمام زوجى، لكن زوجى دقيق جدا فكان يراه.
المشكلة هنا أن زوجى لم يستر علي، بل قام بفضحي أمام كل الناس، فكان يسىء معاملتى ويجرحى فى أى وقت أمام كل الناس، و قد قام بتطليقى بعد شهر ونصف من الزواج لهذا السبب، علما أني - الله يعلم-كنت سأقوم بإزالته نهائيا عن طريق الليزر، لكنه لم يصبر والله يعلم بأننى على خلق و حسنة الشكل والمنظر، والناس كلهم يشهدون بذلك، وكنت أقوم بطاعته فى كل شى ولم أقصر.
فهل الفعل الذى فعله حرام أن يقوم بتطيقي فى هذه الفترة القصيرة لأسباب كان يمكن حلها؟
إن الشيطان يوسوس لي بأننى السبب فى طلاقى، لكني أقسم بالله أننى كنت أقوم بما في وسعى لأرضيه، و توسلت إليه بأن لا يطلقنى، وقلت له إن هذه الامور يمكن حلها، لكنه رفض، إننى منكسرة جدا بعد هذا الموضوع ،وأبكي بكاءا مستمرا، لاننى لم أكن أريد أن يضيع زواجي، وأقاربي قاموا بالاتصال به ليرجع عن هذا الفعل لكنه رفض، متعلقا بأسباب وهي أني كثيرة الشعر ولست فتاة أحلامه، لكنى أحب أن أنوه بأن زوجي لايصلي، ويفعل معاص كثيرة منها الزنى.
فهل هذا الانسان سيجازى على ما فعله لى،علما بأنه لايريد أن يعطينى حقوقى الشرعية، وهل الله يمكن أن يكرمه بزوجة حسنة بعد ما كفر بنعمة الله ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطلاق في الأصل مبغوض في الشرع ولا ينبغي أن يصار إليه إلا بعد تعذّر جميع وسائل الإصلاح، و له أحكام أخرى سبق بيانها في الفتوى رقم:48927.

وما كان من طلاق زوجك لك، ليس حراماً ، لكن كان الأولى أن لا يتعجل في الطلاق وأن يصبر على ما لم يرضه منك، كما أرشد صلى الله عليه وسلم بقوله: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم

كما أن الطلاق ينبغي أن يكون بالمعروف ، قال تعالى: فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ. {البقرة:231}

فالواجب عليه أن يعطيك حقوقك المشروعة، وأما ما فعله من إساءة معاملتك وعدم ستره عليك فهو أمر غير جائز، وليس من العشرة بالمعروف التي أمر الله بها، وإذا كان هذا الرجل لا يصلي فما كان لك أن تطلبي البقاء معه على تلك الحال وتأسفي على فراقه، فإن من يضيع الصلاة مضيع لحق ربه فأحرى أن يضيع حق غيره، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن تارك الصلاة كافر، وعليه فلا يجوز للمسلمة أن تبقى مع زوج تارك للصلاة. وراجعي في حكم بقاء الزوجة مع زوجها التارك للصلاة، الفتوى رقم:5629، كما أنه إذا كان يقع في الزنا –والعياذ بالله- فلا خير للزوجة في البقاء مع زوج غير عفيف-مع التنبيه على أنه لا يجوز الاتهام بالزنا بغير بينة .

فلعل الله أراد بك الخير بفراقه، ولعله أن يعوضك عنه زوجاً صالحاً يحسن عشرتك ويعينك على طاعة الله.

أما سؤالك عن إمكان أن يرزقه الله بزوجة صالحة، فالجواب أنه لا مانع من ذلك، إذا تاب وصلح أمره قد يرزقه الله بالزوجة الصالحة، فإن التوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل على افتراض إصراره على ما هو عليه فلا مانع من أن يرزقه الله بزوجة صالحة، وتراجع الفتوى رقم: 33972.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني