الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

له أخت لأب متبرجة فماذا يصنع معها

السؤال

إخوتي لي أخت من الأب متبرجة بمباركة من الوالد، وأنا لا أحتمل هدا الوضع الساقط. فما حكمها؟ وهل يسمح لي الشرع بقتلها لأنها كالعسل يحط فوقها الذباب . وما حكم هدا الوالد لأني أصبحت لا استطيع حتى النظر في وجهه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتبرج كبيرة من كبائر الذنوب، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 66102.

ومع كونه من الكبائر فإنه لم ترد فيه عقوبة محددة من الشارع، وإنما فيه التعزير الذي يراه السلطان رادعا وزاجرا لأصحابه. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى المحال عليها آنفا.

وبذا يظهر أن قتل المتبرجة حرام لا يجوز، بل هو كبيرة أعظم من كبيرة التبرج نفسها، ومن قتل متبرجة لأجل تبرجها فإنه مجرم آثم، متعد لحدود الله وجزاؤه في شرع الله هو القتل قصاصا.

والواجب عليك – أيها السائل - في هذا الواقع هو أن تنصح لأختك وأن تعظها وتذكرها بأمر الله بالحجاب وبقبح التبرج والسفور، وأن تكرر النصيحة بلطف ولين فإن العنف والغلظة في النصيحة إنما يؤدي في الغالب إلى عكس المقصود من نفور المدعو وصده.

فإن استجابت لك، وإلا فعليك بأن تستعين عليها ببعض أرحامكم من أهل الدين والخلق الذين يقدرون على زجرها كأحد الأعمام أو الأجداد مثلا. فإن لم تنته فإنه يشرع لك أن تهجرها، وتمتنع من كلامها ومعاملتها زجرا لها عن فعلها.

وكذا فإنه يجوز لك أن تمنعها من الخروج إلى الشارع متبرجة، ولو بالقوة بشرط ألا يؤدي هذا إلى مفسدة أو فتنة عظيمة، فإن خفت حصول مثل هذه الفتنة كأن يؤدي هذا مثلا إلى صدام وخصام بينك وبين والديك أو بين أهل البيت عموما، فعليك حينئذ أن تكف، ثم فوض أمرك إلى الله جل وعلا أولا وآخرا.

أما والدكم فلا شك أنه مفرط مضيع لما استحفظه الله من أمانة، والواجب عليك هو أن تنصحه مذكرا إياه بأن أولاده رعية استرعاه الله إياها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم.

وننصحك بأن تقصد بعض أهل العلم والخير في بلدكم وتذكر له حال أبيك وتطلب منه أن ينصح له فلربما كان كلامه أحظى عند والدك من كلامك.

وننبهك إلى أنه لا يجوز لك مع كل هذا أن تسيء إلى والدك ولا أن تؤذيه بقول أو فعل فهذا كله من العقوق المحرم.

ثم الزم دائما باب الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه أن يصرف عنكم كيد الشيطان وأن يهديكم جميعا سواء السبيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني