الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوري أقاربك وإن آذوك وسخروا منك

السؤال

أنا لا أزال مرتدية للنقاب والحمد لله على هذه النعمة، لكن عندما ذهبت إلى جدتي وكنت مغطية وجهي وكان يوجد رجال غير محارم، بدأ خالي وجدتي يسخران منى. هل لو لم أذهب لهم مرة أخرى علي وزر لكن أنا بتصل بهم. أرجو الإفادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فزادك الله حرصاً على الستر والاحتشام، وثباتاً على طاعته واتباع شرعه.

أما عن سؤالك، فقد أمرنا الشرع بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا أو يسيء إلينا، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. صحيح مسلم. تسفهم الملّ : تطعمهم الرماد الحار.

و الشرع لم يجعل لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو أوقاتاً محددة، وإنما ذلك يرجع إلى العرف ويختلف باختلاف أحوال الناس، وانظري الفتوى رقم: 11494.

وعلى ذلك، فإذا كان يلحقك ضرر بزيارة جدتك، فلا يلزمك زيارتها ويمكنك صلتها، بوسيلة أخرى كالاتصال بها والسؤال عنها، لكن الذي ننصحك به أن تداومي على زيارتها وبرها والإحسان إليها، ولا تلتفتي لسخريتهم، فعليك أن تعتزي بدينك وتستعلي بإيمانك، وتقابلي سخريتهم بصبر وحكمة وحسن خلق، مع بيان الحق لهم برفق وتواضع، والدعاء لهم بالهداية .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني