السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 35 عاما،أعاني من حالة صحية تمنعني من الصلاة في المسجد إذ أنني عندما أقف منتصبا دون حراك أشعر بدوار شديد، ولا يذهب الدوار إلا إذا تحركت، وعند مراجعة الأطباء أفادوا بوجود مشكلة في مركز التوازن في الأذن وبعضهم إلى الدسك في الرقبة، ولم أستفد من علاجهم رغم طول المدة وتعدد الأنواع، وكما أسلفت هذه الحالة لا أشعر بها إلا عند الوقوف دون حراك أو في طابور يتطلب عدم الحركة ، فسلمت أمري إلى الله، ولولا أن هذه الحالة تحرمني من صلاة الجماعة لما حفلت بها، فلا يوجد ما يتطلب ثباتي في الوقوف إلا الصلاة .
وقد اقترح علي أحد الإخوة أن آتي بكرسي وأجلس عليه للصلاة، إلا أنني أجد في ذلك حرجا شديدا .
فهل صلاتي في بيتي صحيحة، مع أني أقف خلالها مع بعض الحركة لأحافظ على توازني ؟
وما الذي تنصحونني به في مثل حالتي ؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا أولا نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل لك بالشفاء.
والذي نراه هو أنك إن استطعت أن تصلي قائما ولو مع بعض التمايل أحيانا يمينا وشمالا إذا كان ذلك يذهب عنك الدوار فصل قائما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا أمرتكم بامر فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه. وإن كنت لا تستطيع ذلك فصل جالسا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا... رواه البخاري.
وحياؤك من الناس أن تصلي جالسا هو من الشيطان، فإن قدرت على الصلاة جماعة قائما وجب عليك ذلك، وإن لم تقدر على ذلك فأنت مخير بين الصلاة جماعة جالسا أو الصلاة قائما منفردا، فاحرص على الجماعة بقدر استطاعتك، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على حضور الجماعة في المسجد ولو مع وجود مشقة المرض؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. رواه مسلم. قال النووي رحمه الله: وفي هذا كله تأكيد أمر الجماعة وتحمل المشقة في حضورها وأنه إذا أمكن المريض ونحوه التوصل إليها استحب له حضورها.. انتهى.
هذا ما ننصحك به، ولو صليت في بيتك فصلاتك صحيحة، ولكنك إذا كنت قادرا على الصلاة مع الجماعة قائما تكون قد فرطت في أمر واجب، وانظر الفتوى رقم: 49346. حول الأعذار المبيحة لترك الجماعة.
والله أعلم.