الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ولدتني أمي وتخلت عني، ولما كبرت وأنا في سن ال50لم ترد رؤيتي. هل أبرها أفتوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت أمّك قد تخلّت عنك ولا ترغب في رؤيتك، فذلك بلا شك خطأ كبير وأمرٌ مخالف للشرع والفطرة السليمة وسلوك غير سويّ، لكنّ ذلك لا يبيح لك قطيعتها أو الإساءة إليها والتقصير في برّها، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.{لقمان:14}.

فبرّ الأمّ ليس مرهوناً بصلاحها، أو إحسانها إلى ولدها، وإنما هو استجابة لأمر الله ورجاء ثوابه.

فعليك ببرّ أمّك بما تقدرين عليه، والإحسان إليها، والدعاء لها، واعلمي أنّ برّ الأمّ من أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، ومن أسباب البركة في العمر والرزق.

وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 103139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني