الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب إخبار الأم بتفاصيل العلاقة مع الزوجة وأهلها

السؤال

أريد أن أسأل فضيلتكم عن أمرين:
-أنا طالب في الكلية، ووالداي جزاهم الله عني كل خير وفروا لي الأسباب بفضل الله ومنه للزواج، فهما يتكفلان بمصاريفي أنا وزوجتي ومصاريف دراستنا الاثنين في المقابل مع مرور السنة الثانية من الزواج لاحظت أن والدتي تريد أن تتدخل بكيفية تفوق التصور في حياتي، تريد أن تعرف كل ما يدور بيني وبين أهل زوجتي، وحتى لا تحمل غلا عليهم لأنهم قد يخطئون في بعض التصرفات معي أكذب عليها حتى لا تنفعل وتكرههم، عندما أذهب إليهم تتعمد أن تتصل بي عدة مرات وتأمرني أن آتيها في الحال حتى أشتري لها الخبز. عندما أذهب عندهم بحكم أنهم يسكنون على بعد 15 دقيقة عن بيتنا، وعندما أذهب للتفسح أنا وزوجتي تغار جدا مع أنها لا تقبل أن تأتي معنا، حتى صرت أسأم أن أذهب لفسحة مع زوجتي حتى لا تغار أمي، فأحسست أن زوجتي تحس وكأنها مظلومة. فهل يجوز الكذب على أمي في هذه الحالات حتى أتجنب أنها تحقد على زوجتي وأهلها؟ أم أخبرها بكل شيء؟ رغم أن هذا ينتقص من رجولتي، فأنا لا أستطيع في هدا الوقت أن أتخذ أي قرار بموافقتها
وهل أعتبر أنا قد هضمت حقوق زوجتي ؟
- والموضوع الثاني هو ما هو واجبي أمام أهل زوجتي شرعا خصوصا وأنها تقول إنها تريد أن توفر لأهلها حياة طيبة، فإذا أنا سأرفض تقديم ذلك الظرف لأهلها فهي تريد أن تشتغل حتى تقدم لهم ذلك الظرف، فهي تريد أني عندما أقدم هدية لأمي أقدم أخرى لأهلها. وفي رمضان بحكم أننا نسكن مع والدي تتطلب مني أن نتعشى يوما في بيتنا ويوما في بيت أبويها؛ لأنهما يحسون بفراغ البيت بعد زواجها، وهم يغضبون علينا إن لم نفعل كذلك، ووالد زوجتي يتهمها بأنها أهملته، وهي تخاف أن تعق والديها. وبالطبع أمي ستغار جدا من هذه القسمة إذا وقعت، خصوصا وهي تحس بأنها متكفلة بمصاريفنا ومصاريف دراستنا وحدها.
بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل. سأقرأ ردكم أنا وأهلي فانصحنا بارك الله فيكم. وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزمك إخبار أمك بكل ما تطلب معرفته من أمور حياتك مع زوجتك، أو تعاملك مع أهل زوجتك. ولا يجوز لك أن تكذب على أمك إلا إذا تعين الكذب سبيلا للتخلص من سخطها. ومهما أمكنك استخدام التورية فلا تلجأ إلى الكذب الصريح، وفي المعاريض مندوحة عن الكذب، وانظر الفتويين: 74645، 117575.

وأما الخروج مع الزوجة للنزهة فليس بلازم شرعا، فإذا لم تخرج معها لم تكن ظالما لها، ولكنه أمر حسن، فمهما أمكن الزوج فعله فليفعل؛ لأن هذا مما تزداد به العشرة بين الزوجين.

ولا يجب على الزوج أن يساعد أهل زوجته أو أن يقدم لهم هدية، ولكن إن كان قادرا على ذلك فينبغي أن يفعل، وخاصة إن كانوا في حاجة إلى المساعدة، فإن هذا فيه إكرام للأصهار ولابنتهم، وتزداد به المودة، وكذا الحال في أمر التناوب في تناول العشاء في بيت الزوج وبيت أهل الزوجة، فليس بلازم ولا ينبغي للزوجة أو أهلها الضغط على الزوج في أمر قد يلحقه به حرج.

وإذا تزوجت المرأة فإنها تكون تبعا لزوجها، وحقه عليها مقدم على حق والديها عند التعارض. فإذا لم تنفذ ما يريد أبواها من أمر التناوب المذكور فلا تعتبر عاقة لهما، ولكن ينبغي مداراتهما قدر الإمكان، وانظر الفتوى رقم: 19419.

ولا يجوز للمرأة العمل من غير إذن زوجها، إلا إذا اشترطت عليه ذلك قبل الزواج، ولكن إن كان العمل منضبطا بضوابط الشرع، ولا يترتب عليه ضرر على الزوج أو بيته، فينبغي له أن يأذن لها بالعمل لتقدم شيئا من المساعدة لوالديها أو يعينها في مساعدة أهلها إن كان قادرا على ذلك. وراجع الفتوى رقم: 23844.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني