الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط للتوبة من الربا بيع العين المشتراة بالربا

السؤال

منذ سنتين تحصلت على منزل عن طريق قرض من البنك، وحينها لم أكن أعلم أن الربا حرام، والآن أريد أن أتوب إلى الله عز وجل بالتخلص من هذا القرض، وهنا يوجد حلان:
1ـ إما أن أرجع المنزل للبنك وأسترجع المبلغ الذي دفعته كدفعة مسبقة، وليست الأقساط التي دفعتها طيلة عام. في هذه الحالة هل المبلغ الذي أسترجعه حلال أم حرام؟.
2ـ أو أن أبيع المنزل وأسدد القيمة المتبقية من القرض ويتبقى لي مبلغ من المال وفي هذه الحالة، هل يحل لي الانتفاع بهذا المبلغ؟.
فأي الحلين أفضل؟ أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن الواجب عليك هو التوبة مما ارتكبت من الإثم، وليس شرطا في التوبة تعجيل تسديد القرض ولا التخلص من المنزل.

وعلى أية حال فلا حرج عليك في أن تدفع إليهم المنزل وتسترجع ما دفعت من أقساط أو بعض ذلك، إذ لا يجب عليك أن تسدد إليهم سوى أصل القرض.

وأما الفوائد الربوية المحرمة فلا يلزمك سدادها، ويجوز لك التهرب منها والتحايل عليها بما استطعت، قال تعالى: وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ{البقرة:279}. وقال: فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة:275}.

وإن احتفظت ببيتك وانتفعت به فلا حرج عليك، وإن بعته وسددت باقي القرض فلا حرج، لكن لا ينبغي لك ذلك لأن تعجيل السداد فيه تقوية لأولئك على باطلهم وإثمهم، ما لم يكن في تعجيل السداد حط للفوائد الربوية.

وللمزيد انظر الفتاوى: 73807، 122962، 196763، 15282.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني