الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى طاعة الأم إذا أمرت ابنها بتقصير لحيته

السؤال

أنا شاب في الجامعة نويت أن أعفي لحيتي، ولكن والدتي تريد أن آخذ منها ـ وليس أحلقها ـ وهي غاضبة علي ولا تكلمني، ماذا أفعل؟.
أفيدوني بارك الله فيكم. والرد ضروري جدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي أمك إلى الحق.

والعلماء قد اختلفوا في إعفاء اللحية ما هو؟ فقال بعضهم: تركها من غير قص ولا تقصير حتى تطول، وقال بعضهم: حتى تبلغ قبضة اليد، وقال بعضهم: حتى تكون كثيفة وتغطي ما تحتها من اللحيين، وإن لم تبلغ القبضة، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك معروفة، وهي الإعفاء مطلقاً وهي الأحق بالاتباع، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتويين رقم: 14055 ، 71215 .

وعلى القول بجواز الأخذ منها فلا يلزمك طاعة أمك في ذلك، ما لم يكن لها غرض صحيح معتبر شرعا ـ كالخوف عليك ـ إن كان لهذا الخوف ما يبرره، فإن كان لها غرض تتأذى بفواته لزمك طاعتها وإلا فلا، لأن أمرها حينئذ إنما نشأ عن هوى وصد عن خير لغير قصد معتبر.

ومع ذلك فعليك أن تترفق بها وتحسن معاملتها، ولا تنتهرها، بل بين لها الحكم الشرعي في ذلك، وتحاور معها بالأسلوب الحسن، وادع الله لها بالهداية. وانظر للفائدة الفتوى رقم: 121991 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني