الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف

السؤال

لماذا استدل ابن القيم الجوزية بأحاديث ضعيفة في كتابه ـ الداء والدواء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم يتناول قضية الشهوة المحرمة وأسبابها والطرق المفضية إليها والوسائل التي تؤججها، مع بيان وسائل وسبل العلاج، وفي ثنايا ذلك تطرق المؤلف للمعاصي وآثارها وعقوباتها الشرعية والقدرية، مع الكلام على حسن وسوء الخاتمة وأسباب ذلك وضرب الأمثال بالأمم السابقة التي ابتليت بالشهوات كقوم لوط، وكيف عاقبهم الله؟

وباختصار: فالكتاب أبان عن أصل الداء وهو ـ الذنوب والمعاصي ـ ثم بين الدواء وهو ـ تحقيق التوحيد وإخلاص المحبة لله والرجاء الصحيح في عفو الله ومغفرته ـ وهذه الأمور التي تطرق لها ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه أقرب إلى أبواب الترغيب والترهيب، ولذا أورد ـ رحمه الله ـ عدداً من الأحاديث الضعيفة التي تقوي جانب الرغبة في العمل الصالح الذي ثبت بالقرآن أو السنة الصحيحة ـ وجوبه أو استحبابه ـ دون ما لم يثبت، وكذلك في إيراد الأحاديث التي ترهب من العمل السيء الذي ثبت بالقرآن والسنة الصحيحة تحريمه دون ما لم يثبت، جرياً على عادة كثير من العلماء في التساهل في باب فضائل الأعمال أو الترغيب والترهيب دون الاستدلال بها على إثبات عقيدة أو حكم شرعي.

وقد بينا أن الحديث الضعيف يجوز ذكره في الترغيب والترهيب، بشروط سبق ذكرها في الفتوى: 19826، فراجعها، ففيها كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ وهو شيخ ابن القيم، رحمهما الله ـ ولتفادي الأحاديث الضعيفة التي في الكتاب ننصح بإقتناء كتاب الداء والدواء طبعة مجمع الفقه الإسلامي بجدة بإشراف الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ وللتوسع في الاطلاع على حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف وشروط وضوابط ذلك ننصح بقراءة كتاب: الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به ـ للشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني