الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر الأم بعد موتها وهل يعد ترك تقبيل يد الوالدين عقوقا

السؤال

1ـ هل رؤية الأموات في المنام حق؟ فقد رأيت أمي في المنام بعد وفاتها وأنها ميتة وقد أخذت أوقظها وفجأة أحياها الله عز وجل وفرحت لحياتها وأخذت أقبلها أنا وأخي فرحا وطلبت منها أن تخبرني أهي راضية عني؟ فقالت ـ وهي في سرور ـ لا تخف فأنا راضية عنك وقالت لي كن من أهل الفجر أي حافظ على صلاة الفجر وكان أخي بجانبي.2ـ هل هذه تعتبر بشرى لي من الله؟ لأنني منذ أن ماتت ـ رحمها الله ـ وأنا أحاسب نفسي على تقصيري معها وعلى كل شيء مثل صراخي في البيت أو حتى معاملتي، فأمي كانت مريضة وكنت أظل بجانبها وأخدمها، لكن أحيانا أكون متضايقا من أمر ما وينعكس ذلك في البيت، وقبل أن تموت بيوم حدث نقاش بيننا وصرخت أمامها لكن مع العلم أنها تحبني كثيرا وأنا أحبها، لكن ما كان يصدر مني هو من ضغوطات الحياة ولم أتعمد في يوم من الأيام أن أصرخ عليها، بل كنت أغضب وحدي وعلى نفسي، لكن أمامهم، فهل هذا شيء طبيعي يحدث بين الأهل؟ أم هو عقوق؟ فأنا في كل يوم كنت أحاسب نفسي وأدعو الله أن يوفقني لبر أبوي، لكن عندي ندم كبير وألم وألوم نفس دائما وأخاف أن تكون ماتت وفي قلبها شيء من الحزن أو الغضب تجاهي أو أكون أنا السبب في موتها ـ والعياذ بالله ـ وأنا الآن أدعو لها دائما وأتصدق عنها وقد التزمت أكثر من قبل في صلاتي وأعمالي ـ والحمد لله ـ حتى أكون ولدا صالحا وبتقبل الله عز وجل دعائي لها. 3ـ هل عدم تقبيل يد أبي يوميا هو من العقوق؟ فأنا كل يوم كنت أحب تقبيل يديهما، لكن لا أفعل ذلك إلا في المناسبات وفي بعض الأحيان، لأنني لم أتعود على ذلك.أرجو الإجابة العاجلة، لأن ذلك يؤلمني كثيرا فوالله الذي لا إله غيره إنني أحب أمي كثيرا وأحمد الله على حسن خاتمتها، فأمي امرأة مصلية وقارئة للقرآن وصائمة وقد توفيت في صباح أول يوم عيد الفطر المبارك وكان آخر أعمالها الصيام وصلاة الفجر وصلاة العيد وهي تحبني كثيرا وكانت دائما تخاف علي وقلبها طيب جدا ولا أتوقع منها الغضب وهي ـ بإذن الله ـ راضية عنا، لكن ماذا أفعل بالألم واللوم والندم الذي يصاحبني حتى صرت لا أشعر بطعم السعادة بعدها، فكيف أرضيها في قبرها؟. اللهم ارحم أمي واغفر لها واجمعني بها في الجنة واجعل أعمالي الصالحة معها في حياتها وفي موتها برا لها واغفري لي تقصيري معها وأعني على بر والدي يا الله واغفر لجميع المؤمنين يارب العالمين.أرجو الدعا لأمي ـ رحمها الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن رؤياك للوالدة وأخبارها لك برضاها عنك نرجو أن تكون رؤيا خير، ولكنه ليس من اختصاصنا تعبير الرؤيا فيمكن أن تراجع في شأنها بعض المتخصصين في التعبير للأحلام.

وننصحك بأن تصرف عن ذهنك ما تذكره من عدم الأدب أمام الأم أو أنك السبب في موتها فتذكر هذا من تلبيس إبليس، فالوالدة قد توفيت وينبغي الإكثار من الاستغفار لها والتصدق عنها وصلة رحمها.

وأكثر من الاشتغال بمطالعة القرآن وكتب السنة وقصص السلف وأخبارهم ، وابحث عن صحبة صالحة يدلوك على الخير، ويحضوك عليه.

وأما تقبيل يد الوالدين فهو مستحب وأولى منه تقبيل رأسيهما، ولا يعد ترك تقبيل يد الوالدين عقوقا.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 106283، 120058، 51370.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني