الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: ليضل عن سبيل الله بغير علم

السؤال

تعليقا على الفتوى رقم: 128745, قال تعالى: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا.
اتهمتني بالإلحاد أو خوفتني من الوقوع فيه، فلك جزيل الشكر, فهذا واجب كل مسلم على أخيه المسلم, لكن هذا نابع عن سوء فهم ـ والله أعلم ـ وكان مقصود سؤالي: أنني أصنع بحثا خاصا حول تفسير ابن مسعود لهذه الآية بأن لهو الحديث ـ هو الغناء ـ فقال البعض: الغناء يكون حراما ـ فقط ـ عندما يضل عن سبيل الله, ولكن عندما تدبرت الآية وجدت فيها لفظ ـ بغير علم .
لكنني عجزت عن المقصود من ـ بغير علم ـ فحاولت تفسيرها من خلال المقارنة بين الموقع الأصلي للفظ ـ بغير علم ـ في الآية، وبين تغيير موقعها وما سيتنج من تغير في المعاني نتاج تغيير موقع لفظة ـ بغير علم ـ وهذا ليس من سبيل الإلحاد والكفر, بل من سبيل التدبر والتأمل في أن الله له حكمة في وضع لفظ ـ بغير علم ـ في هذا المكان دون غيره من الآية، وهذا من خلال الاستعانه بفضيلتكم، فهل لكم أن تساعدوني في التدبر في الآية؟ فأنا وفضيلتكم كمسلمين متأكدان تمام التأكد من أنها في مكانها الصحيح, لكن لا مانع من أن أستعين بفضيلتكم لكي أتفهم مراد الله في قوله ـ بغير علم ـ في هذا الموقع تحديدا من الآية، فما المعاني الناتجة نتاج تغيير موقع اللفظ في الآية؟.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على متابعة الاتصال بنا ونفيدك أن الفتوى ليس فيها اتهام بالإلحاد، وإنما حذرنا من تغيير نظم القرآن خوفاً من الوقوع في الإلحاد في آيات الله وتحريفها، فقد نقل القرطبي في تفسيره عن ابن عباس أنه فسر الإلحاد في آيات الله بتبديل الكلام ووضعه في غير موضعه.

وأما ما ذكرته من عدم علمك بمعنى الكلمة فعلاجه بسؤال أهل العلم عن معناها أو النظر في كتب التفسير، فقد قال الله تعالى: فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.

فقوله تعالى: بغير علم ـ فسره الشوكاني: بكونه غير عالم بحال ما يشتريه، أو بحال ما ينفع من التجارة وما يضر.

وأما تدبر القرآن فهو أمر مهم وهو من مقاصد نزول القرآن، كما قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ. {ص:29}.

ومعنى تدبر القرآن: هو تفهم آياته وتعقلها وإمعان النظر فيها، وهو مأخوذ من تدبرت الشيء تفكرت في عاقبته، كذا في تفسير القرطبي وأضواء البيان.

فالتدبر يحصل بالتأمل في معنى الآية حتى يعلم مراد الله بها ولا يحصل بتغيير النظم القرآني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني