الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقاطعة الأب ولده لزواجه من امرأة فاسدة

السؤال

أخي يعيش بعيدا عنا فى بلدة ليست قريبة منا ـ ويملك مكانا له عمل ـ ولكنه يتناول بعض العقاقير وسافر لهذا السبب لكي يتعالج من هذا المرض وكانت النتيجة أننا فوجئنا بزواجه من سيدة غير محترمة ولم يتم علمنا ونحن عرفنا بالمصادفة، وأسرة هذه الفتاة غير لائقة ـ لا دينيا ولا أخلاقيا ولا أي شيء آخر ـ ولكنها أسرة تعمل فى تجارة المخدرات والآثار، وعند علم والدي بهذه الصدمة كانت ردة فعله أنه أخبر أخي أنه ليست له صلة بنا ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ وقال له لا نريد أن نعرفك، فنسأل إذا كان فعل أبي هذه يرضي الله أو لا؟ وإذا كان يوجد حل آخر يجب فعله، فأرجو الإفادة فى هذه القضية، حيث إن حالة أمي وأبي يرثى لها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت المرأة التي تزوجها أخوك ذات دين فلا يضرها فساد أهلها، وأما إذا لم تكن ذات دين فقد أساء أخوك الاختيار، لكن مقاطعة والده له لهذا السبب لا تجوز، لما فيها من قطع الرحم، أما إذا كانت مقاطعة الوالد له لوقوعه في بعض المحرمات أو إقرار زوجته على بعض المعاصي فذلك جائز، مع مراعاة أن هجر القريب الفاسق يدور مع المصلحة، فإن كان هجره يفيد في رده إلى الصواب هجره مع إخباره أن هجره بسبب وقوعه في هذا المنكر، وأما إن كان الأصلح له الصلة مع مداومة النصح فهو أولى، وانظري الفتوى رقم: 14139.

وينبغي لكم نصح أخيكم بالحرص على بر أبيه والإحسان إليه وطاعته في المعروف، وإذا كانت زوجته فاسدة فليجتهد في إصلاحها وإلا فالأولى أن يطلقها ـ بل يجب عليه ذلك ـ إذا أمره أبوه في هذه الحال، وينبغي للوالد ـ على كل حال ـ أن يبذل النصح لولده ويكثر من الدعاء له، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن ـ لا شك فيهن ـ دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني