الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على الزوج أن يجمع بين بره بأمه وحسن عشرته لزوجته

السؤال

أنا مقيمة في غير بلدي مع زوجي، والدي المسن بالبلاد -أطال الله عمره- تقوم على خدمته أختي الفتاة التي لم تتزوج لحرصها على خدمته؛ حيث إن الوالدة متوفاة رحمها الله، والدة زوجي معنا الآن، وستجلس معنا 9شهور إلى أن نذهب إلى البلاد لقضاء الإجازة. أهل زوجي في منطقة تبعد عن أهلي 3 ساعات، ووالدة زوجي تصر على أن نقضى الإجازة معها، ولا أذهب إلى أهلي إلا بضعة أيام، زوجي حريص على إرضاء والدته، ويرفض أن أجلس مع أهلي ويجلس هو مع أهله فترة الإجازة. أنا في شوق دائم لأهلي، وأحب أن أساعد أختي التي حرمت نفسها من الزواج لتخدم والدي. فهل هل من العدل أن أطيع زوجي، ومتى أخدم والدي وهو بهذه الظروف؟ علما بأن والدي جاءنا مريضا لإجراء عملية جراحية قبل عدة سنوات، ووالدة زوجي غضبت غضبا شديدا من جلوسه معنا، وقالت إن نفقات الإقامة كثيرة، أي أن فكرة أن يأتي والدي لزيارتنا مرفوضة لحرص زوجي على بر أمه. ما الواجب علي أن أقوم به؟ هل إرضاء والدة الزوج واجب علي. انصحوني جزاكم الله خيرا، فأنا في حيرة من أمري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب على المرأة طاعة زوجها في المعروف، فإذا أمرك زوجك بالبقاء معه مدة الإجازة ولم يرض ببقائك مع والدك تلك المدة، فالواجب عليك طاعته في ذلك، لكن لا مانع من التفاهم معه ومحاولة إقناعه بالسماح لك بالبقاء مع والدك تلك المدة، وبيان أن طاعته لأمه في هذا الأمر غير واجبة عليه، وأن حرصه على برها ينبغي أن يكون بما لا يتعارض مع حسن عشرته لزوجته وإعانته لها على بر أبيها، فإن أصر على الرفض فالواجب طاعته ولا حرج عليك مادامت أختك تقوم بخدمة أبيها، وأنت مأجورة إن شاء الله على طاعتك لزوجك وعلى نيتك لخدمة والدك والإحسان إليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني