السؤال
أخت تسأل :كثيرا ما نواجه في الطريق رجالا لا نعرفهم ولا يعرفوننا، جالسين أو واقفين فلا ألقي عليهم السلام إلا أحيانا كأن يكونوا شيوخا كبارا في السن فممكن ساعتها أن ألقي السلام فهل هذا خطأ؟ - وأحب أحيانا كزوجي مثلا عند إنهاء حواري معه أقول له السلام عليكم فقط حتى يرد علي هو بأفضل منه قال تعالى : { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } [النساء: 86] أريد أن يزداد خير فهل هذا خطأ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسلام المرأة على جماعة الرجال من غير محارمها جائز بشرط أمن الفتنة من الجانبين. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : قوله باب تسليم الرجال على النساء والنساء على الرجال. أشار بهذه الترجمة إلى رد ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير بلغني أنه يكره أن يسلم الرجال على النساء والنساء على الرجال وهو مقطوع أو معضل والمراد بجوازه أن يكون عند أمن الفتنة. انتهى
وقال أيضا: وقال ابن بطال عن المهلب سلام الرجال على النساء والنساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة. انتهى
وقال أيضا: فلو اجتمع في المجلس رجال ونساء جاز السلام من الجانبين عند أمن الفتنة. انتهى.
وبناء على ذلك فسلامك على الرجال من كبار السن ليس بخطأ إذا أمنت الفتنة ، والسلام إنما يشرع عند الملاقاة أو القدوم على مجلس أو الانصراف منه لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح.
وبناء على ذلك، فالسلام غير مشروع بعد انتهاء الحوار إذا لم تؤمن الفتنة ، مع التنبيه إلى أن ما أقدمت عليه من ترك الصيغة السلام الأكثر ثوابا جائز لكن الأفضل قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فعن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرون. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثون. رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وصححه الشيخ الألباني
وهذا لا يستلزم أن يقتصر هو في رد السلام على غير الأفضل بل إنه قد يكون أدعى لأن يأتي بالأفضل فيحصل كل منكما على ثلاثين حسنة.
والله أعلم.