السؤال
شيخنا الفاضل بارك الله فيكم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
هل ترفع أعمال المتخاصمين - إذا لم يصطلحا أبداً- ؟ وإذا كانت لا ترفع فما فائدة عملهما ؟ وهل يبطل عملهما - إذا لم يصطلحا أبداً- ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا أنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث كما في الصحيحين وغيرهما، ولا يخفى ما في الحديث المذكور من الحث على الصلح والصفح والمودة والمحبة بين المسلمين، والترهيب من الشحناء والعداوة والبغضاء بينهم.
وظاهر الحديث أن المتخاصمين يحرمان من المغفرة التي ينالها كل مؤمن يوم الاثنين ويوم الخميس، وتؤجل المغفرة لهما حتى يصطلحا، ولم يذكر فيه أن عملها يبطل بالكلية، ولم نقف عليه فيما اطلعنا عليه من شروح الحديث.
جاء في تحفة الأحوذي: أخروا مغفرتهما من ذنوبهما مطلقا، زجرا لهما أو من ذنب الهجران فقط .. والظاهر أن مغفرة كل واحد متوقفة على صفائه وزوال عداوته سواء صفا لصاحبه أم لا.
وفائدة عملهما حصول الأجر به والثواب عند الله تعالى الذي لا يضيع عنده عمل عامل، ولو كان مخاصما أو مقاطعا فإنما يحرم المخاصم والمقاطع من المغفرة الخاصة مع المؤمنين يوم الاثنين والخميس، ويؤاخذان على معصيتهما بالشحناء والتقاطع والتدابر.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 56190، 69861. وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.