الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أطع والديك ولا تتزوج من تلك الفتاة

السؤال

أنا شاب عمري 23 سنة، موظف في شركة من الشركات الكبيرة ولله الحمد. مشكلتي هي أنني أريد الزواج بابنة خالتي التي لها من العمر 25 سنة تقريبا، لكن والداي رافضان أن تزوج بها، والسبب هو أنها مريضة بمرض نادر يسمى بالذئبة الحمراء، وهو مرض لا يؤثر عليها أن تتزوج بشرط المتابعة للحين وآخر على صحتها، ولكن والداي غير مقتنعين بهذا الأمر، والملحوظ أيضا أن والدي يريد مني ويتمنى أن أتزوج بابنة أخته (ابنت عمتي) وعمرها 20سنه تقريبا، ووالدتي تريد وتتمنى أن أتزوج بابنة أختها(ابنة خالتي وهي أيضا ابنة عمي في نفس الوقت) وعمرها 18 سنه تقريبا
رغم أنني شخصيا لا أريد أن أتزوج إلا بابنة خالتي التي رفضوا أن أتزوجها، ولا أريد الزواج باللاتي اختارهن لي والداي، لأنهن ليسن بمستوى فكري، ولا أجد فيهن ما أريده في شريكة حياتي. فالزواج هو اختيار رفيق العمر إلى الممات بإذن الله، فأنا أريد حياة سعيدة مستمرة، ولا أريد حياة غير متوافقة تنتهي بالطلاق. أريد الحل والمشورة الاجتماعية والشرعية والأسرية أرجوكم في هذه المشكلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به هو أن تستجيب لوالديك في ترك الزواج من هذه الفتاة، خصوصا وأن رفضهما للزواج منها ليس لمجرد التعنت، وإنما لحرصهما على مصلحتك. وقد سبق أن بينا أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها. وراجع ذلك في الفتوى رقم: 60431.

ولكن لا يلزمك الزواج من إحدى الفتاتين اللتين اختارهما والداك إن كنت لا ترغب في الزواج من واحدة منهما، ولا يعد هذا عقوقا للوالدين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقا كأكل ما لا يريد. انتهى

لأن الأولى بالرجل أن يتزوج بمن تطيب له وتميل نفسه إليها فهذا سبب من أسباب دوام الألفة بينهما، قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ {النساء:3}

قال السعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها ليكون على بصيرة من أمره. انتهى

ويمكنك أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني