الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سب خاله لسبه أمه وخالته وخاله فهل يأثم

السؤال

خالي قام بسب والدتي وخالتي وخالي، وقام بضرب خالتي وخالي، مع العلم بأنه الأصغر فعند علمي بهذا قمت بسبه. فهل هذا مصداق لقول الله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. أم آثم على ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يصلح بين المسلمين ويؤلف بين قلوبهم. ونفيدك أن هذا الخال يتعين عليك احترامه ولا سيما إذا كان أكبر منك لأن الخال يعتبر والدا كما يدل له الحديث: الخالة بمنزلة الأم. متفق عليه. ومثله العم أيضا لما في الحديث: العم والد. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

قال المناوي في شرحه: أي هو نازل منزلته في وجوب الاحترام والإعظام لتفرعهما عن أصل واحد وهذا خرج مخرج الزجر عن عقوقه.

فكما لا يسوغ أن تسب أباك إذا تساب مع أمك فلا يسوغ أن تسب خالك إذا سب أمك، ولكن ننصحك بالسعي في الإصلاح بين الخال وإخوته بما تستطيع لأن الخلاف بين الإخوة ربما يحصل به الشقاق وقطع الأرحام فقد قال تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا. {النساء:114}.

وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. { الحجرات:10}.

وراجع الفتويين: 130331، 99746.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني