الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسلم لا يقاطع أرحامه ولو لم يصلوه أو يزوروه

السؤال

لدي أخوان لا يأتيان بيتي منذ ست سنوات، وأنا كنت آتي دائما عندهم من أجل خاطر أمي لأن أمي ساكنة عندهم، وقبل شهرين مرضت أمي وذهبوا بها إلى المستشفى وهي على فراش الموت. صالحت بيننا والآن أمي متوفاة صار لها شهر ونصف وسويت العزاء مع إخواني، والآن من يوم ما ماتت أمي ما أحد جاء عندي زارني أو حتى اتصل بي.
السؤال: هل لو قاطعتهم علي شيء لأن زوجي حالف علي ما أكلمهم إلا إذا جاءوا عندي أو كلموني. أرجو الرد سريعا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن صلة الرحم من فرائض الإسلام المهمة، ولعظمها وأهميتها قرنها الله تعالى بعبادته فقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى .. {النساء: 36}.

وأن قطيعتها من كبائر المحرمات فقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ.. {محمد: 22}.

ولذلك فإنه لا يجوز لك أن تقاطعي إخوانك ولو لم يصلوك أو يزوروك. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري وغيره.

وعلى زوجك أن يتقي الله تعالى ويعينك على طاعة الله وصلة رحمك، وأن يكفر عن يمينه فذلك خير له ولكم جميعا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إني والله- إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها. متفق عليه.

نسأل الله تعالى أن يرحم أمكم ويصلح أموركم..

وللمزيد من الفائدة انظري هاتين الفتويين: 13685، 9148.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني