الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى (ثم بعثناكم من بعد موتكم..)

السؤال

يقول بعض المفسرين: ثم بعثناكم من بعد موتكم ـ أن المراد بالبعث: كثرة النسل ـ فهل يصح هذا التفسير؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا التفسير غير صحيح، ومعنى قوله تعالى: ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ.

{البقرة: 56}.

هو إحياؤهم بعد الموتة التي ماتوها بسبب الصاعقة المذكورة في قوله تعالى: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ.{ البقر: 55 }.

فقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ.

{البقرة:55، 56}.

قال: أخذتهم الصاعقة ـ أي ماتوا ثم بعثهم الله تعالى ـ ليكملوا بقية آجالهم. اهـ.

قال الشيخ ابن عثيمين في التفسير: أصل البعث في اللغة: الإخراج ـ ويطلق على الإحياء، كما في هذه الآية ويدل على أن المراد به الإحياء هنا قوله تعالى: من بعد موتكم ـ وهو موت حقيقي. اهـ.

وهناك قول ضعيف بأنهم لم يموتوا كما قال ابن الجوزي في تفسيره:

ومعنى الصاعقة: ما يصعقون منه ـ أي يموتون ـ ومن الدليل على أنهم ماتوا قوله تعالى: ثم بعثناكم ـ هذا قول الأكثرين، وزعم قوم أنهم لم يموتوا واحتجوا بقوله تعالى: وخر موسى صعقا ـ وهذا قول ضعيف، لأن الله تعالى فرق بين الموضعين فقال هناك: فلما أفاق ـ وقال هاهنا: ثم بعثناكم ـ والإفاقة للمغشي عليه، والبعث للميت. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني