الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجه حذف من في قوله (..إنا كنا قبل في أهلنا..) وإثباتها بعدها

السؤال

في سورة الطور قال تعالى: قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ـ فلماذا قال: قبل في أهلنا ـ وقال بعدها: إنا كنا من قبل ندعوه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ذكر: من ـ في الجملة الثانية وحذفها في الأولى يحتمل أن يكون من تنويع الأسلوب في القرآن، وهذا كثير ويحتمل أن تكون: من ـ في الجملة الثانية جاءت لتأكيد العموم فشمل كلامهم حياتهم الدنيوية وما بعدها، فقد قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن: قوله تعالى عن أهل الجنة: إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ـ اختص المظروف بقبل في الدنيا ففيها كانوا مشفقين خاصة، وقال تعالى: إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ـ فهذا الظرف عام لدعائهم بذلك في الدنيا والآخرة فلم يختص المظروف بقبل الدنيا. انتهى.

وقال أبو حيان في تفسير البحر المحيط: إنا كنا من قبل: أي من قبل لقاء الله والمصير إليه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني