الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإغلاظ في القول للوالد من العقوق

السؤال

تشاجرت مع الوالد على زواجه من زوجة خالي بعد وفاة خالي وخروج زوجته من الحداد فكان والدي على علاقة من قبل ببنت خالي الكبرى، فهي متزوجة وكانت تكلم الوالد وكان بينهما حب وغرام، والآن الوالد يرغب في الزواج من أمها، وبعد أن علمت برغبته قلت لوالدي إنني بريئة منك والله لا يبيح منك: فهل يجوز لي قول هذا الكلام، لأنني شعرت بقهر على والدتي العزيزة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تخاطبي والدك بهذه الكلمات، لما في ذلك من الإساءة إليه، قال القرطبي: قال عطاء وقال بن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما ـ ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.

وقد أمر الله بمصاحبة الوالدين بالمعروف ولو كانا مشركين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 79946 ، مع التنبيه على أن مجرد زواج والدك ليس فيه إساءة إلى أمك، أو ظلم لها، وليس زواجاً محرماً إلا إذا كانت العلاقة بين والدك وابنة خالك قد وصلت إلى الزنا ـ والعياذ بالله ـ فلا يجوز له أن يتزوج بأمها على أحد قولي أهل العلم، وتراجع الفتوى رقم: 50722، ولا شك أنه إذا كان قد أقام علاقة محرمة مع بنت خالك ـ ولو لم تصل إلى الزنا ـ فقد وقع في منكر محرم وإذا لم يكن قد تاب من ذلك فالواجب عليك نصحه بأدب ورفق دون إغلاظ، أو إساءة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 65179، وعلى كل حال، فإن عليك أن تحذري من عقوق والدك، أو التقصير في حقه وتحرصي على بره وطاعته في المعروف، فإن بر الوالد من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أواحفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني