السؤال
هل يجوز تعزية الناس في السرادقات التي تقام لهذا الغرض، وذلك قياما بهذا الحق للمسلمين، مع إنكار الإنسان بقلبه بعض الأشياء التي تكون في هذه السرادقات، علما بأنه لم يتسن لي تعزيتهم على المقابر، وليس لهم مكان آخر يجتمعون فيه، وأيضا تجنبا للغمز واللمز والقيل والقال، خاصة وأن عامة المجتمع يرون أنهم مجبرون على الاجتماع في هذه السرادقات لضيق المنازل التي لا تستوعب القادمين ولعدم القدرة على الاختفاء أو الاختباء منهم، ومما يزيد من حرج الموقف أن من لم يذهب يتم تصنيفه أنه تابع لجماعة دينية معينة؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإقامة السرادقات للعزاء إذا لم تشتمل على منكر فهي مكروهة عند كثير من العلماء، وأما إذا اشتملت على منكر فهي محرمة، جاء في فتاوى الأزهر: فهناك اتفاق بين الأئمة على أن إقامة السرادقات -ومثلها دور المناسبات- لتقبل العزاء غير محمودة، وأقل درجاتها الكراهة أو خلاف الأولى، مع العلم بأنها إذا كانت للمباهاة كانت حراماً، وإذا أنفق عليها من أموال القصر كانت حراماً أيضاً.
فإن كانت هذه السرادقات لا تشتمل على أمور محرمة فلا مانع من دخولها للتعزية إذا لم تتمكن من تعزية أهل الميت في غيرها، وأما إذا كانت تشتمل على أمور محرمة فلا نرى لك دخولها في هذه الحال إلا أن تكون مفسدة عدم الدخول أعلى وأرجح من مفسدة الدخول، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 26160.
والله أعلم.