السؤال
حدثت مشاجرة بيني أنا وزوجي فقال لي: أنت طالق طالق طالق بالثلاث، وأزيد عليها أنت طالق طالق طالق هذه ست ـ فقمت من المكان وذهبت إلى غرفة أخرى فجاء وقال: تراك طالق ـ وكنت حائضا وهذه أول مرة فهل يعتبر طلاقا؟ فأهلي بعيدون وجالسة معه في نفس البيت؟ فهل يجوز جلوسي معه؟ وهل يجوز أن يحصل بيننا جماع؟ تكفون أفتوني، لأننا في حالة لا يعلم بها إلا الله.
وجزيتم خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان زوجك قد تلفظ بهذه الطلقات مدركاً لما يقول فقد وقعت عليك ثلاث تطليقات، وكونك حائضاً لا يمنع وقوع الطلاق عند أكثر أهل العلم - رغم حرمته - وهذا هو الراجح عندنا والمفتى به، وانظري الفتوى رقم: 5584.
فعلى هذا فقد بنت منه بينونة كبرى فلا تحلين له حتى تنكحي زوجاً غيره زواج رغبة ـ لا زواج تحليل ـ ويدخل بك ثم يفارقك بطلاق، أو موت وتنقضي عدتك منه، ولا يجوز لك أن تمكني زوجك من نفسك، أو تساكنيه في مسكن مشترك المرافق، فأنت أجنبية عنه، فإن اضطررت للسكن معه فليكن ذلك على وجه لا تحصل فيه خلوة وتؤمن معه الفتنة، قال البهوتي: فلو كانت دار المطلق متسعة لهما وأمكنها السكنى في موضع منفرد كالحجرة وعلو الدار وبينهما باب يغلق وسكن الزوج في الباقي جاز.
علماً بأن في المسألة خلافا فهناك من يقول إن الطلاق في الحيض لا يقع وعلى هذا القول، فالزوجية لا زالت قائمة بينكما، والذي ننصحك به هو الرجوع للمحكمة الشرعية وبيان الأمر لهم، فإن لم يتيسر ذلك فلتعرضوا الأمر على من تمكنكم مشافهته من أهل العلم الموثوق به في بلدكم.
والله أعلم.