الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد الزواج من امرأة ذات دين ويرفضها والداه لقصرها فهل يطيعهما

السؤال

أنا شاب ملتزم من تونس عمري 28 سنة، أعزب، أعمل في مجال إنتاج البرمجات و المواقع وطالب للعلم الشرعي، كنت أبحث عن زوجة صالحة ذات دين و خلق كما أمر بها رسولنا و قرة أعيننا صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فدلني فاعل خير على امرأة "يتيمة الأب" كما رغبت فيها ذات دين و خلق حاملة لكتاب الله و لها إجازة برواية قالون عن نافع وهي تعمل في شركة و تدرس القرآن في مسجدين وهي تطلب العلم الشرعي بتونس، فذهبت لرؤيتها النظرة التي رغب بها الشارع، ثم رتبت الأمر مع أخيها و قابلتها في بيتها بحضوره، ثم بعدها بشهر أخذت والداي ليتعرفا على العائلة. هذا العرف عندنا لكنهما بعد العودة إلى المنزل رفضاها بتعلة أنها قصيرة غفر الله لهما، لكني يعلم الله أني أحبها و دخلت قلبي فأخبرت أخاها و سألته هل هي موافقة على الزواج بي دون رضى والدي فقالت إنها موافقة على الزواج، وقد قررت السفر للبلد الحرام إن شاء الله، مع العلم أن والدي قد قال لي صراحة لا تتسبب في تشتيت العائلة و سوف أفعل لك كذا و كذا من صنوف التهديد فماذا أفعل أحسن الله إليكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت هذه الفتاة على ما ذكرت من الدين والخلق، وحافظة لكتاب الله فمثلها حري بالمسلم الزواج بها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. فنوصيك بكثرة دعاء الله تعالى أن ييسر لك موافقة والديك على الزواج منها. ويمكنك الاستعانة عليهما والتوسط إليهما ببعض الفضلاء ومن لهم مكانة عندهما، فإن وافقا فذاك المطلوب والحمد لله، وإن امتنعا وكان ذلك لغير مسوغ بل لمجرد هوى أو حمق ككونهما قصيرة مثلا فالظاهر والله أعلم أنك لا تجب عليك طاعتهما في ترك الزواج منها، وراجع الفتوى رقم: 123570وإن آثرت رضاهما والبحث عن غيرها فربما كان ذلك أفضل ولعل الله تعالى يرزقك زوجة خيرا منها ببرك لوالديك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. [البقرة:216 ].

زادك الله حرصا على الخير ورزقك زوجة طيبة تقر بها عينك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني