الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين بر الأم وإمساك الزوجة وإحسان عشرتها

السؤال

أسكن أنا وزوجتي مع أمي وأخواتي، ولنا جانب منفصل من المنزل داخليا، والمخرج مشترك وفرت لزوجتي ما يلزمها من مطبخ ودورة مياه منفصلتين، وزوجتي وافقت قبل الزواج على العيش في هذا البيت بهذه الطريقة على اعتبار أنني الولد الوحيد وأمي لم يبق معها أحد بعد زواج أخواتي كلهن ـ والحمد لله ـ إلا بعض الفترات يكون هناك وجود لأخت، أو أختين في المنزل، والآن زوجتي تطالب بسكن مستقل، وأنا في حيرة من أمري كيف أوفق بين زوجتي وبين أمي؟ علماً بأنني أصرف على المنزلين، أريد رأي الشرع في حالتي، مع علمي بأن الأم أولى من الزوجة، لكنني لا أريد أن أظلم أحداً، وهل إذا خيرتها بين أن ترضى على الوضع الحالي وبين الطلاق فيه إجحاف؟ أفتوني في أمري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل مناسب، والمقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر ومطبخ ومكان قضاء الحاجة، وانظر الفتوى رقم: 80603.

فإن كان الحال كما ذكرت فلا حق لزوجتك في مطالبتك بمسكن آخر، وعلى كل الأحوال لا يجوز لك الابتعاد عن أمك وإهمال رعايتها، إذا كانت محتاجة لذلك، فإن حق الأم عظيم وبرها من أوجب الواجبات ومن أعظم القربات، فإذا أمكنك أن تجمع بين بر أمك وإمساك زوجتك وإحسان عشرتها فذلك أولى، وإن لم يمكن ذلك فلا حرج عليك في طلاق زوجتك ولا تكون بذلك ظالماً لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني