الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل على الولد حرج إن خالف أباه فيما يأمره به مما يخالف الشرع

السؤال

توفي والدي ـ رحمه الله ـ منذ عام مضى وقد كانت علاقتنا به ـ أنا وأخوتي للأسف ـ الشديد غير جيده، كنا نحاول إرضاءه بكل الوسائل، ولكن ـ رحمه الله ـ كان غير ملتزم بتعاليم ديينا الحنيف، وأنا أكبر إخوتي وكنت أحس بواجب النصح تجاهه مما أدى لتوتر العلاقة بيننا ثم مرض قبل وفاته بفترة طويلة، وكان أحيانا يطلب مني ما كنت أرى فيه معصية كالكذب على أعمامي ليحصل منهم على المال, وكنت أرفض وكان يغضب لذلك وأحيانا يقوم بطردي من المنزل ويفشي جميع أسرارنا للغير، مع العلم أنني كنت أقوم بواجب الخدمة تجاهه، حيث إنه مرض لفترة طويلة, وكنت أعمل وأقوم بواجب الإنفاق عليه وعلى البيت وأحيانا كان يرفض قيامي بخدمته لعصياني أوامره التي أجدها في غير مرضاة الله مما يجعله يغضب علي، واستدعت ظروف دراستي السفر وتوفي خلال فترة سفري، وأحس بالندم والألم، حيث إنني لا أعلم إن كان مات وهو راض عني أم لا, مع أن أخي أخبرني بأنه راض عنا قبل وفاته، وندمي نابع من برود مشاعري تجاهه نتيجة معاملته لي، حيث إنني كنت أقوم بواجبي تجاهه، لكن في بعض الأحيان كنت أشعر بضيق شديد وأحاول تجنبه لفترات لتقليل الاحتكاكات بيننا, ولكنني لم أتفوه أمامه بما يزعجه، أو يضايقه عدا عن رفضي لبعض طلباته ومحاولاتي لتقديم النصح أكثرت له من الدعاء والتصدق بعد وفاته، ولكنني أحس بالألم والندم الشديد، أرجوكم دلوني، هل علي إثم؟ وكيف لي أن أكفر عنه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال كما ذكرت فقد كنت بارة بوالدك ولا إثم عليك في عصيانك له فيما كان يأمرك به مما يخالف الشرع فذلك هو الواجب عليك، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

وما دمت قد أحسنت إليه ولم تقصري في حقه، أو تسيئي إليه فلا يضرك عدم رضاه عنك، فأبشري خيرا واعلمي أنّ الإنسان يمكنه أن يستدرك ما فاته من برّ والديه بعد موتهما، فمن ذلك: الدعاء والاستغفار لهما والصدقة عنهما وصلة الرحم من جهتهما وإكرام أصدقائهما، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 18806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني