الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بر الوالدة من أعظم القربات

السؤال

يا إخواني أريد أحدا يساعدني فأنا فتاة صغيرة في المتوسط تقريبا جاءتني حفلة تكريم وقالت خالتي إنها تريد أن تجيء معي وغيرت رأيها وبعدها قلت لأمي فقالت لي لا لن أروح معك ولما سألتها عن السبب قالت لي تريدين أن أصحو من عز نومي الساعة 8 حتى 10 في ذروة نومي فغضبت وحاولت أن أمسك أعصابي ولا أتكلم فلم أقدر وقلت لها أنت لا في النجاح معنا ولا في الفشل ورحت إلى غرفتي وجلست أبكي وبحثت عمن يأتي معي فلقيت امرأة خالي فقالت لي طيب ولما عرفت أعطتني كفا وقالت لي لماذا تعزمين هذه الخبلة ـ يعني المجنونة ـ ويا ويلك لو قلت لها أن تروح معك وبعدها دقيت عليها وقلت لها لست ذاهبة وهذا كله لأحاول إرضاء أمي، وأمي لا تدري وبعدها قررت أنني لن أروح ورحت للسوق معهم وأنا غاضبة ورجعت إلى البيت وقلت للكل إنني لست ذاهبة واستعديت للذهاب إلى المدرسة وكان هذا في بيت جدتي فقالت لي الله لا يوفقك فجلست أبكي بعدها وأنا أجهز أغراضي للمدرسة نمت وقبل ما أنام وأنا مقهورة لأن هذه الفرصة لا تأتي مرتين فجاء أبي يحاول أن يرضي أمي لتأتي معي وهي معاندة فذهبت إلى المدرسة وكل من رآني في المدرسة تفاجأ أنني لست ذاهبة وكلهم صدموا فقلت لهم والله الوالدة تعبانة لا تقدر أن تأتي وحكيت مع 3 من صديقاتي أفضفض عن غضبي وكلهم قالوا من المفروض أن تفرح فدافعت عن أمي وكتبت واحدة من صديقاتي ورقة لأمي أنها لماذا لم ترسلني إلى الحفلة التي أحلم أن أروح لها، وبعدها صممت أن أروح إلى الحفلة فدقيت على أبي ليأخذني إلى الحفلة فوافق وجاء وأخذني إلى المدرسة، وأمي لا تحب أهل أبي أبدا وأجبرني أن تذهب معي عمتي ولا أقدر أن أعصي كلمته وجاءت عمتي معنا فلقيت الحفلة قد انتهت ولا أحد من صديقاتي أيام الابتدائي والمتوسط فأخذت الهدية والورقة وأنا أريد أن أبكي ومقهورة وبعدها جاء أبي ورجعت إلى البيت فجاءت أمي وقالت لي رحت قلت لها نعم، فقالت لي ما الذي صار قلت لها ولا شيء قالت لي من الذي جاء معك قلت لها لقيت عمتي هناك ونحن قادمون جاءت معنا لئلا تغضب مني فصرخت علي ولما أعطيتها الورقة كرمشتها ورمتها في وجهي وصارت تصرخ علي وأنا أقول لها طيب طيب، وبعد ذلك قالت لي الله لا يوفقك لا دنيا ولا آخرة ويارب تفشلي وما تنجحي في الدور الثاني ولما خرجنا من بيت جدتي ما أحد يكلمني وأنا والله ما غلطت عليهم وربي يشهد علي جلست وحدي وهي غير راضية أن تكلمني فصرت أمشي وراءها لتسامحني فتضربني وتعطيني كفا وتشد شعري والله ما سويت شيئا وأقول لها قرصتيني وخلت مكان القرصة أحمر وصارت تدعو علي فلم أقدر أن أستحمل تعبت، فقلت لها يوم الخميس أنا آسفة قالت لي طيب ونحن في بيت أهلها فرحت إلى مكان ما فيه أحد قلت لها مرة تعبت وأنا أحاول رضاك قالت لي يا انقلعي رجعت والحمد لله ارتحت ويوم الجعمة كتبت ورقة لصديقتي وهي تكتب الورقة كلمتني وأنا أكلمها وتقول لي أنت غلطانة والمفروض أن لا تروحي حتى لو دقوا على أبيك فأبوك ليس له شغل الله لا يوفقك خلي الهدايا تنفعك في الترم الثاني قالت لي لا تتكلمين ما أدعو عليك وأنا أشرح موقفي تفلت علي وقالت لي ربي يبليك بسرطان في دمك وشيء من هذا الكلام سكتت وأخذت اللاب توب، أرجو أن تجاوبوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي سؤالك نوع من الصعوبة في فهمه بسبب الأسلوب الذي استخدمت، والذي يبدو منه هو أن أمك لم توافق على ذهابك إلى المدرسة، أو لم توافق على ذهابها معك لحضور الحفل وأنك ذهبت من غير علمها مع عمتك بأمر من والدك، وعندما علمت أمك صارت تدعو عليك وأنك تخافين أن يستجاب هذا الدعاء، ونقول في الجواب على ذلك إن طاعة الوالدين من أهم مهمات الدين وقربة من أعظم القربات إلى الله رب العالمين وراجعي في فضل بر الوالدين وبر الأم خاصة الفتوى رقم: 58735.

وقد أحسنت بسعيك في إرضاء أمك بعد غضبها عليك ونسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كسب رضاها، وعليك بالإكثار من دعاء الله تعالى أن يلين قلبها تجاهك واستعيني عليها بكل من يمكنه إقناعها، ولكن إن لم يكن لأمك غرض صحيح في منعها لك من الذهاب لحضور الحفل بالمدرسة فنرجو أن لا يكون عليك إثم في مخالفتها في ذلك، وراجعي ضوابط طاعة الوالدين بالفتوى رقم: 76303.

وأما بالنسبة لدعائها عليك، فنقول فيه أولا إن دعاء الأم على أولادها لا يجوز أصلا، لأن الشرع قد نهى عن ذلك، كما بيناه في الفتويين رقم: 52971، ورقم: 79076.

وإذا حصل هذا الدعاء في ساعة غضب، أو بغير وجه حق فنرجو أن لا يستجاب لها فيه، ويمكنك أن تطالعي في ذلك الفتويين رقم: 136410 145149.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني