الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريق إلى استدراك ما فات من بر الوالد بعد موته

السؤال

سؤالي: هل يعتبر عملي هذا عقوقا؟ لقد توفي والدي عندما كنت في العشرين من عمري وكانت معاملته لي قاسية جدا فمرة ـ وكنت أنوي إغاظته ـ قلت له إنني أحب أخي فقط، فقال لي الله يغضب عليك ومرة كان بيده أغراض فلم أحملها عنه فقال لي الله يفرجني فيك يوما أسود وغيرها من هذه الأمور وكنت أدعو عليه في غيابه لشدة معاملته معي، وإذا كان عقوقا، فماذا يجب علي فعله غير الاستغفار له؟ وما هي صيغة الاستغفار؟ وهل أقول على نية والدي المتوفى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أنّ حق الوالد عظيم وبرّه من أعظم أسباب رضا الله كما أن عقوقه من أكبر الكبائر، ومهما كان حاله أو ظلمه لأولاده فإن حقه في البر لا يسقط، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 103139.

فإذا كنت قد أسأت إلى والدك أو تسببت في إغاظته فقد فعلت محرما، وما كان من الإساءة يتأذى به الوالد أذى كبيرا فهو عقوق وهو من الكبائر، قال الهيتمي: كَمَا يُعْلَمُ مِنْ ضَابِطِ الْعُقُوقِ الَّذِي هُوَ كَبِيرَةٌ، وَهُوَ أَنْ يَحْصُلَ مِنْهُ لَهُمَا، أَوْ لِأَحَدِهِمَا إيذَاءٌ لَيْسَ بِالْهَيِّنِ أَيْ عُرْفًا، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْعِبْرَةَ بِالْمُتَأَذِّي.

وعلى كل حال، فإن الذنب مهما عظم، فإن التوبة الصحيحة تمحو أثره، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، وصيغة الاستغفار، أو الدعاء واضحة وهي أن تقولي: اللهم اغفر له اللهم ارحمه وما في معنى هذا، ويمكنك استدراك ما فاتك من بر والدك بالصدقة عنه وصلة الرحم من جهته وإكرام أصدقائه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 18806

وتراجع الفتوى رقم: 127572.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني