السؤال
بعد ولادتي وانتهاء مدة النفاس لم تأتني الدورة، وأثناء تلك الفترة قمت بأخذ حبوب منع الحمل ـ والتي بحسب ما قالته لي الطبيبة يمكن أن تحدث نزيفا بسيطا ولا يجب اعتباره دورة، بل استحاضة ـ وبعد شهور نصحتني الطبيبة بتركيب لولب بدلا من أخذ الحبوب، وفي اليوم الذي ركبت فيه اللولب نزل علي دم وقالت لي الطبيبة إنه بسببه ولم تبين إن كان حيضًا أم لا بحكم أنه سيتوقف بعد يوم، أو يومين، واستمر نزول الدم حتى الآن فأخبرتني الطبيبة بإيقاف الحبوب، لأن النزيف بسببها، وسؤالي هو: متى أعتبر أن الحيض بدأ؟ أمن يوم نزول الدم جراء اللولب؟ أم من يوم إيقاف الحبوب؟ علمًا بأن الطبيبة أخبرتني بأن الدم النازل في تلك الفترة بسبب الحبوب التي أنا مستمرة في أخذها وأن الدورة ستأتينني بعد إيقاف الحبوب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في الدم الذي تراه المرأة أنه دم حيض ولا يحكم بكونه استحاضة إلا إذا لم يمكن اعتباره حيضا، لأن دم الاستحاضة دم علة والأصل عدمها، وانظري الفتوى رقم: 129454.
وعليه، فإنك تعتبرين نفسك حائضا من وقت رؤيتك لهذا الدم، فإن انقطع قبل خمسة عشر يوما فجميعه حيض، وإن استمر نزوله حتى تجاوزت مدته خمسة عشر يوما ـ والتي هي أكثر الحيض ـ تبين بذلك أنك مستحاضة فترجعين إلى عادتك السابقة إن كنت عرفتها فتجلسينها وتغتسلين بعد انقضائها، وما زاد عليها يكون استحاضة. فإن لم تكن لك عادة تعرفينها، فإن كنت تميزين دم الحيض من دم الاستحاضة بصفات دم الحيض المعروفة من اللون والريح والغلظ والألم المصاحب لخروجه، فما ميزت فيه صفة دم الحيض فإنك تعدينه حيضا إن كان يصلح لذلك وما زاد عليه يكون استحاضة، وإن لم تكن لك عادة ولا تمييز فاجلسي بالتحري ستة أيام، أو سبعة تعدينها حيضا وما زاد عليها يكون استحاضة وتغتسلين بعد الأيام التي تعدينها حيضا ثم تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها بعد التحفظ بشد خرقة، أو نحوها على الموضع وتصلين بوضوئك الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت ولك جميع أحكام الطاهرات حتى تأتي المدة التي تعدين نفسك فيها حائضا.
والله أعلم.