السؤال
قرأت في أحد الاستشارات في الموقع هذا حكما أود الاستفسار عنه، رقم الاستشارة: 265113، وهذا الكلام الذي أشكل علي: إذا انتهيت من التبول فاغسل رأس الذكر بالماء دون أن تعصره ثم قم بعد ذلك، فإذا شعرت بنزول قطرات من البول، أو نحو ذلك فلا تلتفت إليه، لأن الحكم فيك هو العفو عن هذه القطرات، سواء نزلت عليك بعد البول، أو بعد الوضوء، أو في الصلاة فلا يضر طهارتك في هذه الحالة وصلاتك صحيحة سواء كان ذلك الشعور بنزول القطرات شعورًا صحيحًا، أو وهمًا ووسوسة، فهل فعلا الحكم العفو عن هذه القطرات حتى لو وصلت الثوب لا أغير ملابسي؟ مع الدليل، أرجو الرد عاجلاً، وادعو لي بالشفاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أجاب عن الاستشارة المذكورة بنى الحكم على أن السائل مصاب بسلس البول، لكنه لم يبين الحد الذي يصير به الحدث سلسا ولم يفرق بين صاحب السلس وغيره في هذه الحالات ثم اعتبر في النهاية أن الشخص موسوس فلا يلتفت لتلك القطرات ولا يطالب بتغيير ملابسه ولا ينتقض وضوءه والذي يظهر من خلال السؤال أن صاحبه مصاب بنزول بعض قطرات البول بحالة غير معتادة يطول ذلك تارة ويقصر تارة مما يؤدي إلى إصابة ملابسه فيؤخر الصلاة حتى يستطيع تغييرها، وعليه فإن هذه الإجابة المجملة يمكن اعتبار صحتها في المذهب المالكي إذا توفرت شروط اعتبار السلس وعسر الاحتراز من النجس، وضابط ذلك عند المالكية أن السلس لا ينقض إذا لازم نصف زمن أوقات الصلاة فأكثر، وأوقات الصلاة من الزوال إلى طلوع شمس اليوم الثاني كما يعفى عن النجاسة ما لم يستنحكه الحدث أي يأتيه في اليوم ولو مرة سواء وصل إلى حد السلس أم لا فإن لم يصل لحد السلس انتقض الوضوء بالخارج كما لزمه تطهير الملابس، أو تغييرها إذا لم يستنحكه الحدث وانظر تفصيل ذلك في المذهب المالكي في الفتوى رقم: 75637.
ولبيان ضابط السلس لدى الجمهور وما يجب في حال نزول قطرات البول بعد انتهائه يرجى الاطلاع على الفتويين رقم:119395، ورقم:146965.
ولبيان ما يجب على من يشعر بنزول قطرات من البول بعد انتهائه راجع الفتويين رقم:104533، ورقم:71194.
والله أعلم.