الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل قوم موسى كفروا عند اتخاذهم العجل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن اليهود الذين اتخذوا العجل إلها لا شك أنهم قد كفروا بذلك كفرا بواحا مخرجا من الملة بشركهم بالله تعالى وعبادتهم للعجل، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ { الأعراف: 152}.

وقال تعالى: اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ ـ قال أهل التفسير: أي: اتخذوه إلهاً وكانوا كافرين.

ولكن الذين ندموا منهم على فعلهم وتابوا إلى الله تعالى تاب عليهم وعفا عنهم، كما قال تعالى: ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك.

وقال تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ ـ أي ندموا على عبادة العجل ـ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ { الأعراف: 149}.

وما ذكر كان في عهد موسى عليه السلام، وأما بعد ذلك فإنهم كفروا بأشياء غير ذلك ذكرت في كتاب الله تعالى منها قوله تعالى: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا {النساء:155-156}.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 108690وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني