الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زيارة الأم إن كانت ستعرض للفتنة

السؤال

أنا شاب في العشرين، وأبي وأمي منفصلان منذ سنوات، وأعيش أنا وأخ لي مع أبي، ولي أخ وأخت يعيشان مع أمي، وقد تزوجت أمي من شخص ليس بصالح، وكان كثيرا ما يوقع بيننا العداوة والبغضاء، وأصرت أمي على البقاء معه، وأخذت تبتعد عنا ولا تسأل عنا، مع العلم أننا كنا دائما نبرها، ولكن هذا الشخص قد أبعدنا عنها حتى إنها صارت لا تكلم جدتي التي هي أمها، بل وتنهرها، وهذا الشخص كان دائما ما يقف ضد جدتي ويتشاجر معها لأنها خائفة على ابنتها وتريد أن تبعده عنها، ولكن أمي كانت تقف ضدها، وكنت قد ذهبت أنا وأخي للعيش معها في بداية زواجها من هذا الشخص، وكانت قد طردت أخي من أجله فلم أستطع العيش معها، والكارثة أنها لا تكلم أمها كما ذكرت، وجعلت أخي الذي يعيش معها بعيدا عن أبي ولا يكلمه، مع العلم أنه أصغر مني بسنة ونصف، وكذلك تعمل بالربا والقروض الربوية والسمسرة، وتهتم بجمع المال وليس هناك فرق إن كان حلالا أم حراما وهي تعمل، وكثيرا ما نصحتها أنا وجدتي ولكنها لا تأبه لنا، ومنذ ثلاثة أشهر كانت هناك فتاة أجنبية تعمل معها، وطردت من العمل، وكانت تجعلها تبيت عندها، وكما ذكرت أن البيت فيه أخي وزوجها، وبعد ذلك بفترة قررت أن تزوجها لأخي، وهذه الفتاة نصرانية وراءها الكثير من المشاكل، ونظرا لتلك المشاكل والظروف المحيطة رفض أبي الزواج، وقال لأخي إما أنا وإما هي؟ فاختار أخي الفتاة وغضب أبي كثيرا من هذا حتى قال إنه ليس ابني بعد الآن، والآن شرعوا في التحضير للزواج، والمشكلة بالنسبة لي الآن هي أن أمي تغضب مني لأنني لا أساعدها في هذا الزواج وأنني لا أبر هذه الفتاة، ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق، وهي لا تبدي هذا الغضب وأقول لها لا تغضبي مني، فأنا لا أريد أن أغضب الله وكذلك أبي، فأبي يغضب ويحزن لمجرد ذكر الفتاة، وأخاف غضب الله علي لغضبها، وما أكنه في نفسي لا أبديه من عدم المحبة لها. مع العلم أنني قد استخرت الله ثلاثا، وقد شرح الله صدري بعدم مساعدتها في هذه الأمور والبعد عنها، وأريد أن أعرف حقها علي الآن، وكيف أبرها دون معصية لله وفيها ما فيها؟ مع العلم أن أبي بفضل الله يحبني جدا حتى إنه لم يحب أحدا كما أحبني، وأحيانا تحدثني نفسي أن برّي بأبي سينجيني من غضب أمي مني، فأريد أن أعرف ماذا أفعل؟ مع العلم أن أمي قريبا ستطلق من زوجها ولم تقل له وتخدعه لتأخذ منه الأثاث وما إلى ذلك، والعصمة بيدها وستعيش مع أخي وهذه الفتاة بعد الزواج وهو قريب جدا، وسيكون زواجا عرفيا لأنه ليس معها أوراق ودون أن تسلم، ولكن سيقيمون عرسا ليشهروا الزواج، فهل عندما تعيش أمي معه يجب علي الذهاب إليها أم ماذا؟ مع العلم أن أمي عندها من الفتن ماعندها وكذلك المعاصي وغير ذلك، وأبي لن يدعني أذهب وأنا لا أريد الذهاب أيضا، والآن أتواصل معها عن طريق الهاتف، لأنها دائما مع زوجها، أو الفتاة ولا أريد حتى أن أتحدث إليها، وسأفعل ما يأمرني به ديني. فأرجو النصيحة، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك حرصك على بر والديك، وزادك حرصا على الخير، وأما تجنب سخط والدتك فهو واجب عليك بقدر طاقتك، بشرط أن لا يوقعك ذلك في أمر محرم، أو يعرضك للفتنة في دينك، فإذا أدى سعيك في هذا السبيل إلى وقوعك في محاذير شرعية بسبب زيارتها في حال حضور هذه الفتاة، أو وجود غير ذلك من الفتن والمعاصي فيكفيك الاتصال بها هاتفيا وقضاء حوائجها من بعيد، في حال وجود هذه الفتاة عندها وتعرضك للفتنة بسببها. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 120702 68215 95147 158129 .
وأما ما يتعلق ببقية الجواب فراجع فيه جوابنا على سؤالك السابق في الفتوى رقم: 157895.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني