السؤال
أنا والحمد لله مسلم ومؤمن وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، يوجد أمر ما لا أستطيع فهمه, لذا أرجو أن تساعدوني لكي أصل إلى جواب بإذن الله: كلنا نعلم بأن الزواج قسمة ونصيب والموعد الذي يتزوج فيه الإنسان معلوم عند رب العالمين، وسؤالي هو: هل هناك علاقة بين موعد الزواج ـ المحدد ـ والمعاصي؟ قصدي هو: إذا ارتكب الإنسان معاصي وذنوب, فهل يعاقب هذا الإنسان من عند الله بتأخير نصيبه في الزواج؟ أقصد إذا كان نصيبه في الزواج قبل ارتكاب المعاصي في 2004 مـ مثلا, فهل يتحول هذا التاريخ ـ المحدد مسبقاً إلى 2009 مـ بعد ارتكاب المعاصي؟ فقط أريد أن أفهم هذه النقطة، فأنا والحمد لله بعيد عن كل ما حرمه الله والحمد لله على نعمة الإسلام وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرا على اعتزازك بدينك وحرصك على اجتناب المحرمات، فزادك الله استقامة وهداية وطاعة ونوصيك بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار، والمعاصي قد تكون سببا في المصائب كحرمان الشخص نعمة أو زوالها منه، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.
ومن ذلك تأخير الزواج، فقد يكون عقوبة على ذنب، ولكن قد يكون ذلك لمجرد الابتلاء، وههنا ينبغي للمسلم أن يستحضر عبادة الصبر، حتى يجعل من هذا البلاء نعمة، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
والمسلم مطالب بالسعي وبذل الأسباب لا الانتظار والاعتماد على ما هو مكتوب في الكتاب ـ نعني اللوح المحفوظ ـ فإن هذا أمر غيبي، وسيأتيه بإذن الله ما كتب له، ففي الصحيحين عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له.
والقضاء منه ما هو مبرم محتوم ومنه ما هو معلق، ولمعرفة الفرق بينهما راجع الفتويين رقم: 54532، ورقم: 12638.
والله أعلم.