الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق ليس شرا في جميع الأحوال

السؤال

أود أن أستشيركم في أمري أو مشكلتي وأرجو من فضيلتكم إبداء النصيحة وطمأنة قلبي، تقدم رجل لخطبتي وقد صليت صلاة الاستخارة وتمت الخطبة على خير، ثم قررنا الزواج وقد صليت صلاة الاستخارة مرات عديدة للتأكيد، وبما أن زواجنا يحتاج للتحضير وللكثير من الأوراق والإثباتات، لأنني مطلقة وهو متزوج وأعيش في دولة أوربية وهو مقيم في دولة عربية، من ناحيتي لم أصادف أي عراقيل أبدا وهو لم يصادف عراقيل، بل الإجراءات الشكلية ليست اليوم، بل غدا مع العلم أن الإجراءات تجري بهذه الطريقة، ولكن ما حدث أن زوجته قد علمت بوجودي في حياته وقد قرر أن تتم الأمور بسرية وحذر أكثر وبأنه حين تسنح الفرصة سوف يخبرها، ولكن قبل الزواج بيومين حصل شجار بيني وبين أخي ولم آخذه بعين الاعتبار، لأن أخي بطبعه حاد المزاج ويخلق مشكلة أو يتحجج بأي سبب لعدم قيامه بالعمل أو تنفيذ الطلب ـ المقصود بهذا ليس التبرير للمضي قدما بإجراءات الزواج وإنما للسرد التفصيلي للأحداث ـ وأخبرني أنني لن أذهب معك لعقد القران وأوجدي حلا آخر لنفسك وبعد أن تحدث معه إخوتي والوالد قرر السفر، ولكن عندما أخبرت خطيبي بذلك قال الخيرة فيما اختاره الله فلنلغ الزواج، فقلت له ما هو السبب قال إن قلبي مقبوض وأخاك رفض القدوم، فسألته البارحة كنت فرحا وتحضر للحجز وإتمام الإجراءات واليوم قلبك مقبوض وانتهت المكالمة أن الزواج لن يتم، وبعد 3 ساعات اتصل وقال أنا آسف لما سببته لك من ألم في وقت يجب أن أزرع الفرحة في قلبك امسحي دموعك وتوكلي على الله وحضري نفسك للسفر وإتمام إجراءات الزواج، وعندما بدأنا بإجراءات عقد القران كان الفحص الطبي ناقصا مع العلم بأنني أنا وهو والمركز الطبي والمحكمة نعلم بأن الفحص غير كامل وقد تم عقد القران في اليوم الثاني، وما حصل بعد الزواج أن قلبه ولمدة يومين كان مقبوضا ثم انفرج فسألني لماذا فأجبته أنه بسبب القلق الذي مررنا به في الأيام السابقة، وبعد فترة كان لا بد أن أرجع إلى مكان إقامتي إلى حين البدء بإجراءات الإقامة في الدولة العربية، فعلمت زوجته أو شكت بأنه قد يكون تزوج، وما حصل أنه قرر الانفصال عني وبهذه السرعة والسهولة، لأنه غير قادر على تحمل كم المشاكل المنزلية التي أحدثتها زوجته، أعلم بأنني أطلت على سيادتكم لأن معلوماتي تبقى ضعيفة أو ضئيلة أمام ما تملكونه من المعرفة في أمور الدين، وإذا أمكن أخبروني أين الخطأ الذي ارتكبناه؟ وهل من الممكن أن يكون في معرفة الزوجة خير لي ولها, لأنه حسبما سمعت أنه من حقها في الشرع أن يبلغها زوجها بزواجه بأخرى وكذلك لأحصل أنا على جميع حقوقي الزوجية مثلها تماما، مع علم سيادتكم أنه قبل أن يتقدم لخطبتي كنت دائما أسال العلي القدير أن يستر علي بزوج يحبني ويقدر أولادي ويحترم أهلي، وأن يكون ميسور الحال وتتوفر فيه كل هذه الصفات بل وأكثر، أفيدوني بالله عليكم فقد أخبرتكم بأهم أحداث قصتي أو مشكلتي وأسأل الله العلي القدير أن لا يكتب علي أبغض حلاله مرة ثانية، وكل ما أطلبه من الله هو الستر، وهل أعاقب من رب العالمين وأتحمل الذنب بكامله في الطلاق وهو يستمر في حياته سعيدا مسرورا؟.
 

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب على الزوج أن يُعلم زوجته بزواجه من أخرى، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 22749.

وأما بخصوص الاستخارة فقد تكلّم العلماء فيما يعتمده العبد بعدها، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ والراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 123457.

فما دمت قد استخرت الله عز وجل فأبشري خيرا بكل ما يقدره الله عليك، فإن قدر الله كله رحمة وهو سبحانه وحده الذي يعلم ما فيه الخير للعبد، فإن آل الأمر إلى الطلاق فلا تجزعي فلعل الله أراد بك خيرا ولعلك ترزقين زوجا خيرا منه، فالطلاق ليس شرا في جميع الأحوال، بل قد يكون خيرا، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ {النساء:130}.

قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا، بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني